عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الاثنين، 28 فبراير 2011

الرئيس الإرهابي


قَتْلُ الشعب الحي بالرصاص الحي، خلاصة من قذف الدم والموت في كل ليبيا، 
ثوري هدد بتقسيم البلاد إن انتصرت ثورة شعبه عليه، انتفض 
الشعب ساقه التقدير، والصقر منقض عليه يذبح ويطير
يقول له سيف أحلام : إني لمثلك لا أتمم لقمة، وإن 
شويت فإنني لحقير، فتطاول الصقر المذل بصيده
سلماً، وسيفلت غداً ذلك العصفور. الذبح قائم ويزيد ...
شعب ليبيا بين الظلام وجهنم النظام : قتيل ومقتول ومَثَلٌ مقاوِمُ، فأما
الذي جنبي فأعرف موته، وأتبع فيه الحق والحق لازم، وأما الذي
تحتي، فأعرف نزفه، إجابته صوتي وإن لام لائم. يجب أن يعلم الجميع أن 
الحُرَّ بالفَضْلِ حاكم.
الشعب يموت والعالم صامت ! لا يدري ! فجحود الذنب
ذنبان : صمت مجبول في الغرب مع قبح الفعل والزلات
والمُجْتَرم، وعلمه بأنك يا ليبيُّ مقتول على سَلَم
لك الله يا شعب ليبيا، بر لسكوني لا يزعج القذافي،
لا يزعجه الصديق، ولا أخاً على عهد وثيق
بلا رفق يقتل عنوة، سطوة، غفوة 
فيفر الشعب من الرمضاء 
إلى الحريق.
وأرى ليبيا تكافح لوحدتها، فلا خير في الدنيا 
إذا غرب فارق شرقها، وإذا ما الشمس فارقت 
ضوءها.
ليبيا تنزف شرقاً وغرباً، والإعلام حولها مفارق أو منافق، يذكرني
قول قديم به :
شَكَاكَ لساني ثم أمسكت نصفه، فنصف لساني بامتداحك ينطقُ
فإن لم تنجز ما وعدت تركتني، وباقي لساني بالمذمة مطلق
نصف اللسان مع الشعب ونصفه الآخر مع الرئيس، فبات لوَعْدِ
العرب بعدٌ... فزاد الليلُ ظُلْماً منبت القَتْلِ
هذا وقد مِتُّ من أمر على ثقة، فكيف لو بت من
قتل على سَحْلِ !!
إطلاق الرصاص أضاعوحق اللهالسؤال والمقال
والقتل في الأرض أضاع الحال، نبكي مع القتلى وقد أنستنا
مذابح صهيون في القدس ؟!
الله في الشعب، الله في الدم البراء السائل على الطرقات، والبيوت والجنبات 
يا ضمير بْنِ عُرْبٍ، ما من الموت انهزام
مَنْ لأطفال خِرَافٍ، ذبحوا ذبح الظلام
بين نكوص وانتصار، وافتقار وملام
يا أخا كل كريم، أنت من قوم كرام
يا أبا السوءات كُفَّ ! لا ! – لقتالٍ أو اقتتال
ولك الله بأني * قافل قبل السَّلام
أذكرك إن كنت عربياً، بما قاله الطائي :
وقد دعتني للخلاف عشريتي، فعددت قَوْلَهُمُ من الإضلال
إني امرؤ مني الوفاء سجية، وفعال كل مُهذَّبٍ مِفَضَالِ
فقال له النعمان : ما حملك على الوفاء وفيه إتلاف نفسك ؟ فقال :
ديني، فمن لا وفاء له لا دين له. أيها القذافي :
أليس الوفاء حفظ وحدة ليبيا وقد أكرمتك لأربعين سنة
ويزيد، أليس من الأمر طهر اليد، إن رفعت شارة الرفض
فاستجاب لها من في قدره الأمر. الله في قتل الأبرياء المسالمين المتظاهرين ... أليت المفارقة :
الرئيس القذافي  إرهابي عندما أمر بقتل غربيين، والرئيس مسكوت عنه عندما 
يقتل ليبيين ؟!
النفاق يزيد وينقص في عجائب الوقائع وغرائب البدائع بعد ثورتي مصر وتونس.
الغرب لا يملك ما يضغط به على القذافي، واختلف المسؤولون بين من يطلب السكوت 
حتى لا يسرف الرئيس في القتل.
ولا يعطوه حجة التدخل الخارجي فيزيد في الشعب نسفاً وسوءاً، وآخرون اعتبروا السكوت جريمة لا تصدق ! والغرب شريك في الجريمة ؟!
القذافي يهدد بإحراق آبار النفط ...
من يصدق في القرن الواحد والعشرين أن فينا من يقتل شعبه بدم بارد. كيف لا تقف أمتنا، أمة كل العُرْب ضد هذا العبث والسوء والمذبحة 
أوقفوا المجزرة، هذا أول الإنسان وآخره.
القلم المعاكس ماوراء الحدث عدد 17   ل 25/2/2011 

فخراً بشباب بلدي ؟! بعد 20 فبراير


أقيموا صباحي فهو فجر الحبائب * شِعار الأيادي وانفجار المواهب
أقيموا صلاتي فهي طُهر المطالب * بوادِ الأهالي واختلاف المشارب
وشدوا مغاربي فهي قلب المدائن * وكفُّوا رُقَادي فهو عين المصائب
فإن قطاري ليلة مُسْتَفِزَّةٌ * جلت شُعْلَةً من مغربنا في تناوب
بعيدة بين الشجون كأنما * غسلتم أعالي كل صَوْبٍ بِصاحِبِ
وأشهَدُ أني إذ دخلت صلاتكم * بأي مكانٍ لم تقرأه حواسبي
كأن شعاري كان من كَفِّ طاهر * فأحرق شعري من جمود المكاتب
وأحسب أني قد هويت صغاركم * على جولة من شَهْدِكُمْ في تَرَائبِ
من البعد ما بيني وبين المغارب * من الشرق ما حَدَّدْتُ في قرب حاجبي
فأعشق أني قد هويت حِرَاكَكُمْ * وأعلن أمري في لِقاء العجائب 
يطول احترامي بَعْدَكَ للسواعد * تروم العوالي فوقه للغرائب
صوتُكُمْ غير خافتِ، قَصْدُكُم سِحْرُ سَاحر قولكم غير كاذب
فَتىً علمته نَفْسُهُ وجدوده * شِعَار البلادِ واحترام المحارب
أولئك أحلى من حياةٍ مُعادَةٍ * وأكثر ذكراً من كلام الشوائب
وأبهَرُ آيات افتخاري أنه * لأسْلَمِ قول في سلام المناقب
من الشمس لا مِثْلَ لها في المشارق * من الأرض لا مثل لها في المغارب ؟!
نزار الصغير، فاس

الأحد، 27 فبراير 2011

العدالة والتنمية والعدل والإحسان وسباق "الحسابات الإسلامية القصيرة" قبل "مسيرة 20 فبراير"


العدالة والتنمية والعدل والإحسان وسباق "الحسابات الإسلامية القصيرة" قبل "مسيرة 20 فبراير"
توزيع أدوار حول اللحظة الإسلامية المناسبة أم اختلاف جذري حول الموقف من النظام المغربي؟
لا شك أن إسم اللطيف (يا لطيف يا لطيف..) سيذكر الآلاف وربما الملايين من المرات خلال احتفالات الطرق الصوفية المغربية بذكرى المولد النبوي الشريف لهذه السنة، وإذا كانت هذه العادة قائمة منذ عقود، فإنها تكتسي أهمية خاصة هذه السنة، بسبب مخاوف مشايخ الطرق الصوفية من رياح الثورات العربية من جهة، وأيضا، بسبب مخاوفهم ومخاوف المسؤولين وربما أغلب المغاربة، من احتمال استغلال بعض الجماعات الإسلامية بالمغرب لهذه التطورات العربية، من أجل تمرير مشاريعها لإقامة "دولة الخلافة"، في دولة إسلامية، ويقودها أمير المؤمنين.
 تردد العدل والإحسان
توجد جماعة العدل والإحسان في مقدمة الجماعات الإسلامية المغربية التي تطرح مجموعة من الأسئلة حول مواقفها الحقيقية من النظام المغربي، وتجددت هذه الأسئلة خلال الأسابيع الأخيرة، إلى درجة أن موقع الجماعة على شبكة الإنترنت، قام بإعادة نشر رسالة "الإسلام أو الطوفان"، وهي إشارة قرأها محمد الحمداوي عضو مجلس الإرشاد للجماعة وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة وهو أيضا عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي الإسلامي، بأنها "كلمة حق عند سلطان جائر صدع بها المرشد من منطلق شرعي و سياسي وحذر من التمادي في الظلم و الطغيان وأنه إما العدل والشورى والحرية والكرامة التي تمثل عناوين العزة في ديننا أو طوفان الحرمان والبؤس الاجتماعي والغضب الشعبي الذي يجرف الاستبداد. ولم يتم الاستماع إلى النصيحة فوصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن من ظلم وتخلف واستبداد وإقصاء ونهب المال العام واحتقان شعبي غير مسبوق".
وفي ذات السياق، خرجت كريمة مرشد الجماعة، نادية ياسين، بتصريحات نارية أدلت لجريدة إسبانية أصبحت متخصصة في تصفية الحسابات التاريخية والاستعمارية مع المغرب، دولة وشعبا، وأكدت خلالها أن "الديمقراطية آتية في المغرب، أحبّ من أحب، وكره من كره"، واستطردت "وأقول بالتحديد، أنه بالنسبة للنظام المغربي، لقد حان الوقت لكي يرمي في المزبلة الدستور الحالي والقيام بعملية تصفية حقيقية لأخطبوط الفساد لكي يعيد للشعب المغربي الممتلكات التي تمت سرقتها، فالمخزن المغربي لا يجب أن يستمر في التفكير في أنه فوق التاريخ"، كما أنها أكدت استعداد الجماعة للخروج في مسيرة 20 فبراير التي دعا إليها بعض المدونين، والذي تبين أن صاحب الدعوة، متنصر، ومعتنق للمسيحية وصاحب سجل أخلاقي أسود، ونظرا لخطورة تصريحات نادية ياسين، اضطر فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم الجماعة للخروج بتصريحات ينفي مضمونها، في الأول، قبل أني دلي بتصريحات موالية، مفادها أن الجماعة لم تحسم بعد في موضوع المشاركة.
ويبدو أن السجل الأخلاقي الأسود للمدون الذي يقف وراء مسيرة 20 فبراير، يقف وراء هذا التردد، من جهة، ولو أن هناك قراءات أخرى تتحدث عما يشبه إمساك العصا من الوسط من طرف الجماعة، التي تبحث عن مقعد لها في التطورات التي يمر منها المغرب، والتي تهدد بفقدان بريقها بعد رحيل عبد السلام ياسين، وانفراد العدالة والتنمية بالمزايدة على إسلام المغاربة في المؤسسات التشريعية، كما يقوم بذلك اليوم، فقط من طرف بعض قيادييه، وليس مجمل قيادييه، والذين يحظى بعضهم باحترام مسؤولين وفرقاء سياسيين من مختلف التوجهات السياسية.
وعلق أحد أتباع الجماعة في شبكة الإنترنت على تصريحات نادية ياسين قائلا: "برافو نادية ياسين"، وأضاف: "لأنها "بنت أبيها" ولأنها بنت كاتب رسالة "الإسلام أو الطوفان" التي كتبت بالدم عندما كان الحسن الثاني "يفرم" المعارضين بالدبابات، ولأنها صادقة إلى حد لا يصدق، فهي لا تجيد فذلكات السياسوين ولا حذلقة الدبلوماسيين، واضحة كالشمس حاسمة كحد السيف، لا تعرف المناورة ولا المداورة ثائرة إلى النخاع جريئة حد الاندفاع .فليس مستغربا أن تكون أول من يطلق رصاصة الرحمة على النظام المغربي بشكل صريح، وأن يكون تصريحها أول تصريح في المغرب يجيء حيا ساخنا بعيدا عن لغة الخشب الباردة التي مللنا من سماعها من أفواه السياسين والمثقفين المتملقين الحائمين كالذباب على موائد الحكام".
وأضاف أنه "على العقلاء في هذا البلد الكريم أن يعوا الرسالة ويستبقوا الأحداث فما تقوله الأستاذة ياسين ليس ترفا فكريا ولا طلب نجومية ولا عبارات جوفاء كالتي يطلقها المثقفون من بروجهم العاجية، فالسيدة تعبر عن نبض قطاع عريض من الشعب المغربي تمثله جماعة العدل والإحسان التي أغلب أعضائها من الشباب، جماعتها تتبث أنها الأقرب إلى نبض الشارع، وأنها متجذرة في صفوف الشعب بإعلانها المشاركة في التظاهرات التي دعت إليها حركة 20 فبراير"، وما لم يتوقف عنده هذا المريد العاشق، أن وجود شخص نادية ياسين، وإصرارها على الإدلاء بهذه التصريحات النارية فقط لأنها كريمة المرشد، ينسف نسفا حديثها عن خيار الديمقراطية التي تدعو له، مادمت، برأي أعضاء في الجماعة، يرتفع صوتهم بين الفينة والأخرى، تمارس نوعا من "الاستبداد الناعم" وتزايد على إسلام المغاربة، وتتحدث باسم المغاربة، فقط لأنها كريمة مرشد العدل والإحسان لا أقل ولا أكثر.
على صعيد آخر، يتساءل البعض عمن خول لنادية ياسين الحديث باسم الشعب، وأيضا، القيادي حسن بناجح، الحديث باسم هذا الشعب، كما جاء في مقال رأي صدر له تحت عنوان: "الشعب يريد"، ومادامت الجماعة تنهل من الخطاب الإسلامي الشعبوي، فقد اعتبر صاحب المقال أننا "نعيش اليوم أوج التدافع بين إرادة الشعوب المسلمة القائمة بعد طول استعداد وإعداد لهذا اليوم الحاسم، وإرادة المستبدين الطواغيت بعد بلوغها درجة متقدمة من اليبس فحان أوان حصادها. هو أمر الله ذي القوة المتين يتنزل على أيدي القائمين من عباده ليكنس الظالمين المتألهين ، فالحمد لله على منه وكرمه " وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ".

 العدالة والتنمية والدفاع الأبدي عن المؤسسة الملكية
وبالنسبة لحركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، فإن الأمور تختلف كثيرا، لأن هناك شبه إجماع على مقاطعة المسيرة، كما أكد على ذلك الأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران، ولحسن الداوي، عضو الأمانة العامة، وهذا تأكيد منتظر، فالحزب يرفع شعار "الإسلام السياسي البرغاماتي"، ويدافع عن "ملكية تسود ولا تحكم"، ولا يزايد على المغاربة في هذا الموضوع، وأقصى ما ذهب إليه بنكيران في هذا الموضوع، هو ما أشارت إليه افتتاحية التجديد، التي يديرها عمليا، وليس رسميا بنكيران إلى جانب محمد يتيم وعبد الله بها، من أنه "ثمة حاجة اليوم لمبادرة جديدة ليس خوفا من ظهور حركة شبابية احتجاجية يوفر لها الإنترنت فضاء التشكل وتتيح لها الفضائيات العربية القدرة على الامتداد ويتيح لها التناقض بين مواقف وسياسات القوى الدولية الكبرى الفرصة للتطور والتأثير، كما أن هذه المبادرة ليست من أجل المزايدة على هذا الطرف أو ذاك أو السعي لسحب البساط من هذه الجهة أو تلك، بل قبل ذلك وبعده، لأن مستقبل المغرب أصبح رهين مرحلة جديدة من الإصلاحات السياسية والدستورية والديمقراطية، والتي بدونها سنكون مهددين كبلد بالتهميش والتفكك". ومادام الحزب يقود تيار "الإسلام السياسي البرغاماتي"، حيث الغلبة لإغراءات اللعبة السياسية والاستفادة من العلاقات والمناصب والامتيازات، فقد أضافت الافتتاحية أنه "قد تكون الظروف مختلفة مقارنة مع بداية التسعينيات، وخاصة من حيث وجود عدد من الأحزاب الوطنية في البنية الحكومية الراهنة، لكن ثمة مشترك وهو الاستهداف المتنامي للتعددية الحزبية، والإفراغ المستمر للمؤسستين الحكومية والبرلمانية من شروط الاشتغال المتاحة دستوريا، وقبل ذلك استمرار مأزق العزوف السياسي والانتخابي الذي ظهر بشكل فج في انتخابات 2007 ولم تقدم انتخابات 2009 ما يكشف عن تجاوزه بل إن التطورات السياسية التي تلت التعامل مع المجالس المنتخبة في السنة الماضية مخاطر الشلل الديمقراطي التي تهدد المؤسسات المنتخبة، وهي حالة أخطر من الحالة التي أفرزت نشوء الكتلة الديمقراطية الأولى".

 شبيبة الحزب الإسلامي والحنين لأيام الشبيبة الإسلامية
لا توجد أي علاقة بين شبيبة العدالة والتنمية والشبيبة الإسلامية، بل إن بعض أفراد شبيبة العدالة والتنمية لا يعرف شيئا عن شبيبة عبد الكريم مطيع، ولكن مضمون التصريحات التي صدرت على لسان مصطفى بابا الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، لا بد أن يتذكر ما كان يصدر عن الشبيبة الإسلامية المغربية بالأمس واليوم، عندما أكد أنه "على مسؤولي الدولة أن يجيبوا هيأته بشكل صريح إذا ما كانوا يريديون منها أن تستمر في المساهمة في تأطير الشباب  المغربي أم تريد منهم العكس"، بل إنه دعا في أشغال الجلسة الافتتاحية للدورة السنوية للجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية السبت الماضي "إلى ثورة في المغرب بمقاييس مغربية (Made in Morocco) كما قال مُرجعا أسباب هذه الثورة التي يحتاجها المغرب إلى "تردي الأوضاع السياسية والمعيشية وتردي الأوضاع الصحية واستفحال مشاكل التعليم. ويأتي هذا التصعيد الإسلامي عند شبيبة العدالة والتنمية، أياما قليلة بعد صدور بيان عن الشبيبة الإسلامية الجديدة، هنأ خلاله شباب مصر بما قال عنه "انتصارا لإرادة شعبية ونجاحا لثورة الحرية والديمقراطية أثمرت سقوط أحد طواغيت العصر ورمزا فاسدا من رموز الأنظمة العربية" حسب ما جاء في لغة البيان، الذي يوجه رسائل مشفرة إلى المسؤولين المغاربة، بالرغم من أن عبد الإله بنكيران، الذي يعتبر صمام أمام الحزب، أكد ويؤكد في العلن وفي السر، أن حزبه ضد أي ثورة أو المشاركة في مسيرة 20 فبراير، ويعتبر أول إسلامي يدافع عن المؤسسة الملكية، ولكن صدور هذه التصريحات عن تنظيم شبابي، يطرح علامات استفهام عن قدرة الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بخصوص ضبط قواعد الحزب في الشبيبة.

 السلفية العلمية وخطاب المؤامرة
"غضب الشعب بين المطالبة بالحق وإرهاصات المؤامرة"، هو عنوان مقال مطول لحماد القباج، الكاتب الإسلامي المنتمي للسلفية العلمية، والمدافع الأول في هذا التيار عن المؤسسة الملكية، على غرار دفاع عبد الإله بنكيران، ويعتبر هذا الرأي تعبيرا عن موقف التيار السلفي في المغرب من التطورات الراهنة في المنطقة العربية، ودفاعا واضحا عم النظام المغربي ضد أطماع التيار الإخواني العالمي (المتحالف مع فضائية الجزيرة القطرية)، وضد "ثوار آخر ساعة"، من الإسلاميين واليساريين الذين يريدون استثمار أحداث المنطقة في تصفية حسابات سياسية مع النظام المغربي.
وهكذا، وانطلاقا من أرضية الإيمان بالمؤامرة، اعتبر الكاتب أن المتأمل في تسلسل الأحداث في الآونة الأخيرة؛ ينتابه كثير من الريب من الترابط القائم بينها: تسريبات (ويكليكس) وما يحفها من قرائن توحي بدخولها في مخطط مدروس، أكثر من كونها ثورة إعلامية حرة، طريقة تعامل الغرب مع سقوط حكم "بن علي" مع الحرص على بقاء نظامه قائما، تفجيرات الكنيسة المصرية وتصريحات بابا النصارى، الوقت والسياق الذي كشفت فيه "قناة الجزيرة" عن فضائح "السلطة الفلسطينية"، التصريحات والمواقف الأمريكية بشأن الأحداث في مصر، وغيرها من المفارقات، التي لا نجد لها أي إشارة في خطاب التوحيد والإصلاح والعدل والإحسان، بسبب أن الأمر يتعلق بالكشف عن مخططات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
وذهب صاحب المقال بعيدا عندما اعتبر أنه لا يستبعد "أبدا أن يكون لما يجري الآن؛ ارتباط بفشل أمريكا وحلفائها في أفغانستان وباكستان من جهة، وتمكنهم من إيجاد دولة جنوب السودان تجعلهم في استغناء عن النظام المصري المستبد الذي طالما لعب الأدوار المهمة في أمن (الدولة العبرية)"، موجها دعاء في ختام مقاله بأن "يكفي بلدنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرفع الظلم والقهر والغلاء والفقر والخوف عن كافة بلاد المسلمين، وأن يصلح أحوالهم ويولي عليهم من يرحمهم وأن يكفيهم بطش الظالمين المستبدين وكيد الكائدين ومكر المتربصين"، وما أكثر المتربصين باليوم في المغرب، من الجماعات الإسلامية اليمينية ومن التيارات اليسارية والفوضوية والشعبوية على حد سواء.
خليل العلوي ماوراء الحدث عدد 16 ل 18/2/11