عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الأحد، 27 فبراير 2011

بين آخر عدد من مجلة The Atlantic والثورات الجديدة في تونس ومصر النخبة الجديدة في العالم، والثورة الجديدة في الوطن العربي


الفئة الجديدة التي تلغي باقي الطبقات تتمثل بنص المجلة فيما دعته النخبة الجديدة (بلوتوكراتية) ploutocratie ترتبط وجوديا بظاهرتين : تطور تكنولوجيا المعلومات وليبرالية التجارة العالمية في المجلد 307 ليناير وفبراير 2011.
قد يكون هذا التحول نَقَلَ إلى العالم العربي تواصلاً جديداً وانفتاحاً للسوق لا يمنع (الفكرة الحرة) لأن التكنولوجيا الجديدة مرتبطة جدليا بصناعة الحرية.
إن أوسع معنى للتداخل الدولي أن يكون "المعنى أقرب للتوجه الواحد.
إنها فئة أخرى يقودها أمثال وائل غنيم في مصر (مدير تسويق غوغل) وقد اعتقل بداية التظاهرات وأفرج عنه بعد 12 يوما من اعتقاله. إنها دراما، قد يكون ما كتبه كارتر عنها في نيويورك تايمز صحيحاً، والدراما المصرية لم تنته بعد، المهم مع هذه الثورات الجديدة ظهور هذه الفئة الجديدة وأن يكون النظام جديداً وانتقال السلطة سلمياً ومنظماً.
هذا الإبداع لم تصنعه الإيديولوجيا، صنعته التكنولوجيا والأداء السريع، والوصول إلى الأهداف بما يفي والصورة المباشرة لما يطلبه الشعب.
إسقاط النظام صورة من التكنولوجيا الجديدة والتأثير الجديد للثورة يستبدل جلد الأنظمة، لاختيار قادة مستقبليين للحرية.
إصلاحات راديكالية أكثر من داخل المؤسسات تسمح بالفكرة الليبرالية أن تسود، وتعطي "معنى عربيا" لها عند فئة الشباب "ضد الأيديولوجيات وباتجاه الوطن"، وهذه صيغة ثورة 25 يناير في مصر.
التوجهات الجديدة تسمحعلى غير العادةبمشاركة دولية في هذه الفترات السياسية الوطنية الانتقالية كما يكتب جيمي كارتر. لكن معرفتنا أن ظهور فئات جديدة يسمح باندماجها السياسي في النظام أو التوجه رأساً إلى سقوطه.
الالتزامات المحلية ليست سوى مطالب إنسانية، والتوجهات الدولية هي بالأساس "ترتيبات" تخدم الديمقراطية والشفافية، لأن رفض الفساد جزء أساسي من التقدم المطلوب.
ونتساءل : هل قياس الصورة المحلية على الصورة الدولية مهم إلى هذا الحد ؟
النخبة الجديدة تعتبر ثورتها "مبرمجة" جدا، لكنها ليست أيديولوجية بأي حال.
المهم هو المعلومة والحركة الحرة، عصبان للفترة الجديدة التي تكبح الفساد وتدير الدولة كالمقاولة بشفافية عالية.
التصور الآخر : أن الجيش يمثل صورة وطنية كمؤسسة وحيدة ومقبولة من طرف الشباب، ببساطة لأنه لم يتورط في قتل المنتفضين.
الشعب لم يجد مانعاً في تبني قيم جديدة، وموحدة ومستجيبة لكل الطموحات. فالمبرر لا يمنع التغيير، بل يؤسِّس له في هذه الثقافة الجديدة.
بين أن تكون تكنولوجيا المعلومات والتجارة الحرة ثقافة وبين أن تكون طبقة كغيرها، يوجد المأزق. The Atlantic ترى أن العالم يعيش في كنف نخبة، هل تتحول إلى طبقة فتدخل ضمن التشكيلة المستفيدة من واقعها، ومن الشبكات النفعية أو أننا أمام ثقافة تشكل نخبة تخترق الشعب بمختلف فئاته وأعصابه وتقرر مصيره.
أرى أن الوضع اليوم بين أحد الاحتوائين : أن تتحول هذه النخبة (البلوتوكراسية) إلى طبقة مستفيدة مندمجة كغيرها في الوضع شبه المنفتح أو أن تؤسس لوضع آخر تتحكم فيه وتديره.
الغرب لم يعد يطلب (الثورة السلمية) بل الانتقال السلمي والمبرمج للسلطة، وهذا له أكثر من معنى، ليس لإدارة الفترة الانتقالية إنما للتوجه بها إلى الديمقراطية.
الخوف كبير من إدماج هذه الفئة (الثورية) الجديدة في نظام آخر نصف ديمقراطي، فنقول بانتقال من نصف ديكتاتورية إلى نصف ديمقراطية، وبالتالي يكون العائق الاستراتيجي باتجاه واحد : هل يقود الشباب أم يندمجوا ؟ هل هذه الفئة تقود في الأصل في الدول الديمقراطية المتقدمة ؟ إنها تندمج وتغير الجميع نحو الوسط والمزيد من السلم، وبالتالي طرأ ما يمكن اعتباره اختراقاً للتكنولوجيا الجديدة والتبادل الحر في التجارة والمعلومة لكل المجتمع، فمجتمع المعرفة يتجاوز هياكله الكلاسيكية.
ليس هناك عقدة مع النموذج "الفعال" والإنساني، وهناك احترام شديد للهوية مهما كانت. هذه الرؤية كشفت عن رغبة في التقدم في خطوات كبرى بعيدة عن سيناريو الهيمنة على الحكومة أو قبول هيمنة الحكم على المجتمع.
ظهور هذه الفئة الجديدة في دولة مكلسة فرضت على المجتمع نصرتها لتغيير النظام. الشعب شارك، قاد في ترتيب محسوب لانتصار الوطن.
المهم ألا تتحول (البلوتوكراسية) إلى طبقة، وتكون دائماً ثقافة حتى لا تتموقع الذات اتجاه الآخر، هناك معنى لتنفيذ الالتزامات المصرية أو التونسية المتعلقة بالقوانين الدولية، ومعايير التقدم الإنساني، ليس هناك أكثر من رغبة جامعة في التقدم يقودها جيل مباشر، ذكي قوي، رقمي (سريع) وذو رؤية وطنية صادقة.
هذه النظرة الجديدة ثورية تزيل الحواجز بين حنايا الذات في صراع مرير عرفته طوال سنوات، وبين الذات والآخر، فالتحرر من هذه الأوضاع "تقدير آخر لكل هذه العلاقات الجديدة"، والخروج من نظام استبدادي، وفي  اتجاه آخر أكثر انفتاحا، لا يجب أن يحول المعنى إلى تجارة مع طبقات النظام الذي سقط ولا تزال شبكته تنشط لإدماج نفسها مع النظام الجديد، وفي الأخير لا يجب أن يكون الانتقال تقنيا دون (روح) يجب أن يحمل نبض الوطن ولا شيء غيره.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق