عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الأحد، 27 فبراير 2011

بين Le Monde Diplomatique ونيويورك تايمز المستحيل يحدث ؟!


هكذا عنون (سيرج حليمي) مقاله في جريدة لوموند دبلوماتيك بعد نجاح ثورة تونس، حيث المسؤولون السياسيون يثيرون (تعقيد) العالم لتفسير عدم تحوله. لكن في لحظات معينة. الكل يصير سهلا. ففي الوقت الذي قال فيه بوش على كل أحد أن يختار إما نحن أو الإرهاب رأينا في تونس (الديكتاتور الصديق) بن علي ونظامه الشبيه بطالبان في شمال أفريقيا على حد تعبير نيكولا ساركوزي (28 أبريل 2008)، يسقط !
بوش خير نظام طالبان في أفغانستان بين أن تكون مع أمريكا أو مع الإرهابيين، وفرنسا تختار أن تكون إلى جانب نظام طالباني في شمال أفريقيا، حيث الإسلاميون "الأعداء الوحيدون للديكتاتور".
في ثورة الشعوب يظهر أن الديكتاتوريات لم تكن ضد فئة من الشعب، بل ضد الشعب نفسه وضد المواطنين، يقول الشابي الذي أصبح وزيراً وكان معارضاً علمانيا لبن علي : "نموذج بن علي للتقدم استعمل الأجور المخفضة والقليلة قاعدة للتنافس الدولي".
الشعوب العربيةفي نظر سيرجلا تقوم بالثورة دائماً لكنها تقوم بها سريعاً (وفي عدة أيام). البوعزيزي رمز العائلة المتواضعة يهزم عائلة الطرابلسي ذات الامتيازات الرئاسية.
الصاعق غير واضح والشرارة أشعلت حرباً ضد الديكتاتور. إنه مسار غير كلاسيكي اتبعه التونسيون نحو الانتصار
"الانتحار عبر النار" قد يُشكل الصورة التراجيدية، لكنها ليست الوحيدة في معاينة الصحافي Olivier Piot المراسل الخاص لجريدة لوموند دبلوماتيك يقول "بيوت" : هناك "أعمال مماثلة"، البوعزيزي من قبيلة قديمة في منطقته، اسمه يعني العزة، أحرق نفسه، وقناة الجزيرة تابعت الحدث منذ 24 دجنبر، وبن علي رفض استخدام الأحداث المعزولة والركوب عليها قبل أن يزور البوعزيزي في المستشفى، وفي 4 يناير يموت الضحية. وفي الغد يحرق شاب آخر يبلغ 31 سنة نفسه وتتواصل الدراما.
بطالة أصحاب الشهادات أشعلت البلد بعد شرارة سيدي بوزيد، وقبلها كانت ثورة "شعب المعادن" في تونس (لوموند دبلوماتيك، يوليوز 2008) وبعدها ثورة الشعب ضد الديكتاتور تحت شعار (الشعب يريد إسقاط النظام). والعسكريون لم يتدخلوا ضد المتظاهرين، هرب بن علي وولدت كرامة جديدة لا يستطيع أحد أن يخونها.
هذه الكرامة يجعلها توماس فريدمان "شرارة مصر" نحو إسقاط مبارك، عناد متبادل دفع بالجيش إلى "الحياد الشجاع" الذي مدحه أوباما، وتقرر معه طي صفحة مبارك، والثورة العربية القصيرة تأكل "ديكتاتورييها".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق