عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الأحد، 27 فبراير 2011

في 13 تقرير بين أمريكا وإسرائيل سقوط المملكة في السعودية سقوط لباقي الملكيات العربية


نتنياهو يصف سقوط مبارك بالزلزال، ويدعوت أحرنوت تقول في هذه المنطقة (الشرق الأوسط) كل شيء يمكن أن يحصل، وكل شيء يمكن أن ينقلب رأساً على عقب في غضون يوم أو في غضون ساعةبتعبيرهاوالأنظمة في سورية وفي السعودية والأردن توجد على بؤرة استهداف الإسلام السياسي، وليس لهذه الدول تاريخ مصر الهائل في السلطة وفي القمع.
أي تحرك في السعودية سيسقط الحكم في يد تيارات "متزمتة" طالما شجعتها هذه الحكومة الوهابية، وسيكون سقوط المملكة السعودية سقوطاً لباقي الملكيات العربية.
القراءة الإسرائيلية تعزل مملكة المغرب عن مصير الأردن والسعودية وسوريا لكن الإسلام السياسي "سيفاجئ تماماً أوروبا وأمام بوابتها". لقد اضطرت فرنسا أن تعترف بالتحول في تونس، وبريطانيا تدرك جيدا لماذا سلمت اللجوء السياسي لراشد الغنوشي.
هناك أوروبا (الشديدة الأهمية) في أعين هؤلاء اللاجئين، وفي تونس تكرار التجربة التركية شيء متوقع، لأن كتب الغنوشي تدرس في أنقرة، وحزب العدالة والتنمية المغربي يضع الملك والجيش بعيداً عن التحول، لكن لا أحد يدرك هل يمكن أن يتحرك الإسلاميون مع الجيش والشعب إن فرضت عليهم ساعة الصفر.
التحولات لا تسير بأي اتجاه. هناك زلزال ينتظره كل بلد إما أن يكون خفيفاً أو بدرجات مرتفعة في سلم ريختر.
الإسلام السياسي جزء من الأمن، من جهة هو درع حقيقي ضد الراديكاليين المتدينين، ومن جهة أخرى درع يوفر المبرر الديني لحماية الملك.
هل أمام موجة التحديث الشاملة التي يقودها شباب يعيش عصره يمكن أن يتقرر "معنى لتراث الحكم".
مصر قطعت مع هذا التراث الهائل من الفرعونية، فهل يمكن أن نقرر أن التاريخ له رأس في هذه الانتفاضة الشبابية.
الشباب يعمل وقدَّر مجهود الجميع، لكن باتجاه المستقبل، هل يمكن لأنظمته أن تترك الماضي في قيادة سياسات اليوم.
جانب من الغرور صحب الأنظمة، كما أن سوء الفهم الاجتماعي للشباب قد يحول دون الاستقرار.
اليوم نرى أن تحول الملكيات سيذهب باتجاه تشبيبها لتساير هذه الفئة. الأمر قد يتعلق بشيوخ يدافعون عن نمط ملكي قديم في السعودية، لكن المساس بهذا النموذج في الرياض سيرسل إشارات قوية لسقوط باقي الملكيات.
الآن، إن ذهبت الملكيات الشابة في الأردن والمغرب إلى مزيد من التحديث سيكون ملهما سلبيا على السعودية وإن تم مس استقرار الملكية السعودية ستكون النتيجة سلبية أكثر على الملكيتين.
لقد ربط المغرب بين موقف مملكته ومملكة البحرين في مواجهة إيران. والمنامة تواجه المد بعيداً عن الكاميرات وبقوة كي لا تكون أول ملكية تسقط في الزلزال الحالي.
البحرين مرشحة للانهيار أكثر من غيرها في نظر إيران، والسعودية والأردن في نظر إسرائيل، وآثار الاثنين على المغرب ستكون واضحة.
العالم العربي لم يصنع بعد "نموذجه الديمقراطي" في مصر أو تونس. لكن يمكن ترويج النموذج فور بنائه والدعاية له.
المشكل سيكون معقداً، تقول إحدى التقارير : إن السعودية التي حصنت نفسها بآلاف الأمراء يمكن أن تكون إلى جانب ايديولوجيتها الوهابية "محمية لوقت قصير". المغرب يجمع العصبين، ويعيش : النسب الشريف كالأردن، والمذهب المالكي الذي حَوَّله إلى أيديولوجيا لإمارة المؤمنين المتفردة في العالم الإسلامي.
هل يمكن أن يدخل الزلزال حرمات المملكة. الناصريون حاولوا إسقاط الملكية في الرياض، لكن نجاحهم بقي في اليمن بثمن غالٍ جدا. ومبارك دخل في تحالف غير مسبوق بين بلده والسعودية، والديمقراطية المصرية قد تعطي للمنطقة حقبة أخرى ستقصي القول إن إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
بوابة التنافس المصري اتجاه الإسرائيليين، ليس في الديمقراطية، بل في التكنولوجيا، وصناعة مستقبل المنطقة. لم يعد مهما تصدير النموذج، لأن العولمة تتكفل به، بل الهدف تقوية الجبهة الداخلية.
المصريون قطعوا مع تراث دام لـ 7000 سنة، وجيشهم رفض إطلاق الرصاص على المتظاهرين. جيش مصر ربح المعركة الأخلاقية أمام جيش إسرائيل صورة بصورة. وغداً، ديمقراطية بديمقراطية.
السعودية إن تحرك النموذج الأردني إلى الأمام، وتململت نخبتها الليبرالية كما في 2001 ستكون أمام تحول عاصف للملكيات إلى مرحلة ثانية. العراق الذي فشل كدولة لم يفشل بعد كديمقراطية، ومصر تربح كدولة بداية الرهان الديمقراطي، الثوري والشعبي، والأردن مضطرة أن تتحرك أو تنكفئ، ولن يدوم ذلك كثيراً، وملكه حرَّك العشائر أخيراً لوقف الزحف الشبابي نحو الحداثة فلم يستطع، والسعودية حركت فتاويها في مصر، وفشلت كلياً، لتكون الأعصاب الكلاسيكية للأنظمة غير قابلة للاستعمال.
الثورة لم تعد استثناء، هي جيوسياسية شمال أفريقيا "الجديد والقادر والمثير" هل بذلك تكون باقي الدول مهددة ؟
الأمريكيون أدركوا التغير الحثيث وداروا معه بقوة شديدة، وإسرائيل بقيت في مكانها ليظهر بشكل واضح أن إسرائيل هي الضامن الحامي والأول للديكتاتورية.
ثورة مصر كشفت أوراق الاستقرار الإقليمي، فالعراق الديمقراطي لن يعيش دون بيئة ديمقراطية، وإسرائيل إلى جانب العرب دمروا "نموذج" العراق ومصر الجديدة وتونس والعراق ثلاث أركان لانطلاق استقرار ديمقراطي محتمل وقوي بالمنطقة، وسيكون سقوط "الاستثناء" الإسرائيلي في الديمقراطية بموازاة قول الإسرائيليين أن كل دولة ليست مستثناة من هذا الزلزال. إنهم يقررون سقوط أي استثناء في هذه المنطقة وإلى الأبد.

ماوراء الحدث عدد 16 ل18/2/11 ص11

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق