عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الخميس، 15 سبتمبر 2011

لأول مرة في التاريخ ، الجيش المغربي على حدود إيران و الدافع العسكري سر انضمام الرباط إلى مجلس التعاون الخليجي في 137 عملية قتالية ؟!


بجريدة الشرق الأوسط ( 13 ماي 2011 ) قال ناصر البلوشي سفير البحرين في فرنسا ، في معرض حديثه عن انضمام المغرب إلى مجلس التعاون الخليجي : سيصبح المجلس أقوى عسكريا ، و المنامة كما يظهر تنضر إلى أهمية إدماج الجيش المغربي في درع الجزيرة ، الذي انتشر في مملكة البحرين لقمع المظاهرات ، و يمكن تحت نفس العنوان أن يقمع في الرباط .
مثل هذا المعطى لا توفره اليمن التي لا يحارب جيشها إيران لأغلبية الزيدية ، كما أن بنيتها السياسية تعتبر معضلة " حقيقية " في انضمامها إلى مجلس التعاون ، رغم " الوضع الخاص " بين المجلس و صنعاء يقول الرئيس الدوري العماني إلى جانب عمر و موسى في آخر مؤتمر صحافي له .
الجيش المغربي تقول جريدة كيهان أكبر جيش يستدعيه الخليجيون ليكون في مواجهة إيران ، وضد المتظاهرين في البحرين و باقي دول الخليج ، كما كان ضد الحوثيين إلى وقت قريب كما أوردت صحيفة ( إمبارسيال ) الإسبانية ، و لا يزال يذكر المتابعون على هامش معرض طيران احتضنته مدينة مراكش اللقاء الذي ضم الوفود العسكرية للدول الخليجية إلى جانب كل من الأردن و المغرب ، و كان في مقدمة الضباط المغاربة الجنرال دوديفزيون أحمد بوطالب مفتش القوات المسلحة الملكية ، و هذا التكتل العسكري بين الخليج و الأردن و المغاربة انتهى بإعلان مجلس ضم كل من الرباط و عمان .
و للحرص الشديد على هذه العلاقات ذات الطابع السري ، رأينا أن آخر التغييرات في صفوف كبار الدركيين ، إدارة مراد عتيريس لمصلحة " كارتييه جنرال " و هي الإدارة التي تشرف على عناصر الدرك الملكي الذين يعملون في مصالح أجنبية أو لدى دول عربية سيما في الخليج العربي .
يأتي هذا التطور في إطار العمل المغربي - الخليجي الذي بدأ "عسكريا و أمنيا " و يتعمق على هذا المستوى ، حيث فرق مغربية على أمن الخليج ، ويخاف المجلس من عدم قبول الرباط عمل قواتها في " أوراش دفاعية " ، فالحسن الثاني رفض في حرب الخليج الثانية أن تتحول قواته في السعودية إلى قوات هجومية ، و حاليا رأينا كيف انكسر هذا التحفظ باسم الحرب على الإرهاب ، ووراء خطوط الدفاع السعودي على الحدود مع اليمن .
في تقرير جيوبوليتيك فإن 137 عملية بين لوجيستية وقتالية شارك فيها الجيش المغربي الذي ينضوي تحت إمرته الدرك الملكي .
و يعتبر الدرك الملكي و القوات المسلحة الملكية المنسوبتين إلى الملك أهم مؤسستين تربطان الخليج و المغرب ، و قد شاركت دول من مجلس التعاون بملياري دولار في نزاع الصحراء " الغربية " .
الواقع الذي يفرضه التعاون العسكري الخليجي - المغربي لم ينتبه إلى العمالة ، و لا إلى التأشيرات ، بل أخد مسارا مدعوما من طرف الملك الحسن الثاني الذي أعلن أخوته مع ملك سعودي في جامعة سميت الأخوين في إيفران المغربية ، و في الإنقلاب الثاني مولت الرياض جزءا عظيما من هيكلة القوات المسلحة الملكية التي وجدت في إعارتها لبلاد الخليج فرصتها لتأسيس ثروات أسست لحقبة من الجنرالات الذين أصبحوا أربابا للشركات ، قبل أن يبيعوها بعد شهور من اعتلاء محمد السادس عرش الحسن الثاني ، و مباشرة بعدما تضاعفت أجور العسكريين في المملكة .
أسلاك الجندرمة حاليا و الجنود و الأمنيين يدعمون هذا الاتفاق ، ليس فقط للعلاقات السابقة بينهم و بين دول الخليج ، و إنما الفرصة مواتية :
- للعمل على العتاد الأمريكي المتطور .
- و على تكنولوجيا تؤهل الجندي المغربي للتعاطي مع وضع أكثر احترافا بنسبة تزيد عن ثلاثة أضعاف عما هو موجود بالبلد .
- التكوين المتقدم .
 وفي إطار العمل المغربي من داخل المجلس سيكون وضع التكوين و التأهيل الأمريكي واسعا و عميقا للجندي المغربي في ظل المنظومة الخليجية . و في هذه الحالة سيكون وضع الجيش المغربي على حدود إيران ، و احتمال وضع إيران نفسها على حدود المغرب ، حالة متقدمة من " الاحترافية " لأن التحديات المتوقعة عميقة وذات أبعاد جديدة . في وقت ترى فيه نظرة أخرى : أن الكفاءة لن تكون إلا باتجاه واحد ، قمع المظاهرات كما وقع لدرع الجزيرة في البحرين ، و قد احتاج الجميع في حينه لعدم اصطدام خليجي بآخر ، و سيكون أردني أو مغربي لخليجي أقل توترا .
الخليج - حسب الإيرانيين - يستعين بميلشيات أردنية و مغربية لاأقل و لا أكثر ، و بالتالي يكون الصراع حقيقيا و محسوما بين هذه الملكيات العربية و إيران بعد تقارب مصر الثورة مع طهران .
و كما أن الرياض تستفيد من حرب ملكيتين تنتسبان لأسرة النبي في المغرب و الأردن ضد إيران التي تدين بمذهب آل البيت . فلا يكون العداء طائفيا ، بل سياسيا و استراتيجيا بين إيران و الخليج . إن الاصطدام في البحرين بالمتظاهرين شكل انعطافة على المستوى النفسي كاد أن ينزلق إلى بعد طائفي تحاول السعودية معالجته من خلال اقتراح ملكيتين علوية و هاشمية للانضمام إلى إمارات و ملكيات الخليج .   

عدد 29 لماوراء الحدث ص 11 دولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق