عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الخميس، 15 سبتمبر 2011

إفلاس الهمة و بنكيران ... كأن الملك ضد أمير المؤمنين ؟!


الحزب في الديكتاتوريات بين أن يكون سرطانيا أو كرتونيا ، فإما أن يتبع الحزب خلايا الدولة ، فلا يستطيع أن يستقل عنها ، و لا يمثلها ، ولا يضع إلا زبائن مشوهين ، منافقين ، يؤمنون بالمظلة ، لا مبادرة لهم و لا قدرة لديهم و لا رؤية طبعا و قطعا .
و في الحالة الثانية يكون الحزب أراجوز ، بلا طعم و لا مذاق ، لا يؤمن بما يفعل ، و هم يفعلون ! و قائدهم بهلوان ، مزايد ، مكايد ، يضحك على شعبه في عصر تحررت فيه الشعوب ، و قررت ثم سطرت مستقبلها ... في هذه الأجواء يخاطب بنكيران الهمة و العهدة على أخبار الأمس و اليوم ، في تجمع خطابي في القصر الكبير يقول له : في 2009  قال لنا الهمة أنه جاء للدفاع عن مشروع ملكي ، و الآن عندما بدأ الناس يتحدثون عن الملكية في الشوارع ، علاش تخبيتي ، هذي ماشي رجلة ؟! 
و نتساءل : هل هذا خطاب من تربى على مكارم الأخلاق و يدعو لها ، فلا هو يذكر نضالات الشعب المغربي منذ ميلاده أو يزيد . أين الرجولة في كلام بنكيران ؟ إن شكك بنكيران في رجولة الهمة ، و كأننا أمام الهمة بلا همة في نظر خصومه و بنكيران بهلوان كما في رد خصومه .
هل هذا منطق الحال المريض يا قادة الأحزاب ، نفاق أو نفاق مضاعف ؟! كبف لنا أن نعيش و منافق ينافق على نفاق أخيه ... الهمة تمسح بالأعتاب الشريفة ليدافع عن مشروعه ، و بنكيران يتمسح بنفس الأعتاب ليدافع عن نفسه ؟! و الملكية في حاجة إلى الديموقراطية للدفاع عن نفسها . الملكية لا حاجة بها لحزب العدالة و التنمية و بنكيران ليزايد على الهمة ، و لا الهمة ليزايد على بنكيران ، و كلاهما يدافع عن الأعتاب و ينسى العرش .
كهنة كل نظام يفلسفون الزور ، و يقول الحكيم : كيف تطلب الإصلاح بلا صلاح  في القول و العمل ؟
في الحرب ، قاتل بنكيران الهمة باسم أمير المؤمنين ، و خرج الهمة باسم الحداثة و باسم الملك . و ظهر في الشوارع كأن الملك ضد أمير المؤمنين ؟
أليس هذا مكر اللحظة ... صراع بدائي و غير أخلاقي ، فلا الرجولة بادية في ابن المخزن كما يقول الاسلامي ، و لا في ابن الشبيبة الاسلامية الذي تحول جينيا يأخد سلوك حزب العدالة و التنمية التركي في نظام علماني ليدافع به عن أمير المؤمنين ! و ينطق باسم الله و بوليميك ظهر المهراز و يمكر كغيره مثنى و ثلاث و رباع ... وفي فلسفة الحكم قيل لكسرى : أي الناس أحب إليك أن يكون عاقلا ؟ قال عدوي أو خصمي .
و المغاربة خاصموا المخزن في الشوارع ، ورأوا إصلاحه ، فكانوا في معارضتهم أعقل من منافقي النظام ، و الرد عليهم أوجب أن يكون مقبولا و معقولا و، فالشعب أصدق إنباء من الخطب ، في حده الحد بين الجد و اللعب .
الشعب أراد الأمن و الاصلاح ، و الغريب أن المنافقين يلعبون بالقرار و النار، يعرقلون الأفعال و يضخمون الأقوال ، و التهديدات و التقديرات ، ورأينا جميعا في تونس ومصر أن العقل عوض أن يكون عند الحاكمين رأيناه عند المحكومين ، و كأن مفاجأة العصر أن يكون المحكوم اعقل من الحاكم ؟!
الحاكم يتهور كي لا يتغير ، و المحكوم المظلوم يُغَلِبُ المصالح العليا و مصالح الوطن و مصالح النظام نفسه لينتصر على أن أدرانه و أعوانه و يستجيب للعصر و للشعب . و في كل الأحوال المنافقون يكذبون ، و أبناء الشعب يصدقون ، و كمل قيل قديما : إن مداواة أهل العلل الظاهرة أهون من مداواة ما خفي وما بطن !
العملة الظاهرة حول الحاكم : نفاق و ارتزاق . هؤلاء يريدون أن يؤكدوا للحاكم أنهم حملة العرش ، و لا يكون الحملة إلا صفوة في أخلاق ملائكية ، فكيف بمن قذف بالباطل على الأشخاص نارا تأكل الأجساد في تفجيرات مراكش أو تأكل الأخلاق في القصر الكبير أو تضرب الاصلاح لتجعله أضغات أحلام . و ماهم بتأويل أحلام الشعب بعارفين ، و حول الحاكم منافقين ، و أمام قطيعهم كاذبين و أمام التاريخ مهزومين ؟
التاريخ لا يرى سوى الحق و الشعب ، وإن إليهما راجعون طال الزمن أو قصر . 

القلم المعاكس عدد 29 لماوراء الحدث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق