عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الخميس، 15 سبتمبر 2011

إرهاب الإرهاب


الجريمة في الإرهاب أن يكون بعد قتلنا فاحشة أن يخيفنا فنخاف و نجبن ، و يضع من يريد أن يحمينا بين أن نموت أجسادا باسم الإرهابي ، أو نموت روحا باسم رسمي ، ولا فرق بين من يرغب في تفجيرنا نسمات و أفرادا ، و بين من يرغب في إعدام أحلامنا ، و الكارثة في أن نختار بين أن نقتل على الكم أو نموت على الكيف . و الإجرام واحد بين القاتل و بين من يحقق له أهدافه .
الإرهاب يصبح إرهابا إن أرهبنا و أخافنا و غير سكتنا و عرقل حلمنا وفتًَ عضدنا و فكك هدفنا ، و يبقى جريمة سوداء إن أدركنا أننا لا نرغب في أن نعطي جوائز للإرهاب ، لنسلمه عقولنا ببساطة لأننا جبناء .
التحرر من الإرهاب و الحرية للديموقراطية تضحية واحدة . فالعين الديموقراطية تواجه مخرز الأجهزة الأمنية و تقاتل لتحرير الإنسان من عصبيته و تطرفه و عنفه ،  في الموجة المباركة التي انطلقت من تونس و مصر من حيث لا حظنا الجريمة متشابهة بين وزير الداخلية فجر كنيسة في مصر و بين استخبارات في تونس قتلت المتظاهرين باسم الرئيس .
الإرهاب واحد ضد الديموقراطية باسم الفاعل السري ، الجبان الذي يريد عرقلة حلم شعب نحو الديموقراطية و الحلم . التحالف الأسود بين طيور الظلام و جنوده الذين يرغبون في أن نعيش بليل دون نهار و لا اختيار و لا اعتبار . لم ينظر من يفجر باسم القرء ان إلى آية ( من يعمل سوء اََ يجز به ) و لم ينظرمن يحكم باسم فرض الأمر الواقع أن التاريخ يكشف بعض السر و أخفى .
الإرهاب باسم حمايتنا من الإرهاب هو ما عشناه ضد الحقوق في تفجير البيضاء ، و في مراكش نعيش لحظة تحدي ضد من يريد أن يغتال حلم شعب أو يعرقل مسيرة انطلقت .
جريمة بدون فاعل يعلن عن نفسه ، ببساطة لأن القاتل جبان و خائف يريد أن يزرع جبنه و خوفه فينا ، و المواطن و الوطن القادر لا يلتفتان للجبن و الظلام و الظلامية وهم أعداء الأمة المغربية اليوم ، الخوف من الإصلاح يجب أن يزول كما يجب أن يسقط خوفنا من الإرهاب ، فالشعوب دفعت مئات الشهداء من أجل تحررها . و شهداء أركانة شهداء الوطن و الحرية ، حيث اختلطت الدماء ضد الجبن من الديموقراطية و الحرية ضد إرهابيين أرادوا قتلنا فسادا في الأرض و قد قتلوا المغاربة جميعا ، و عندما قتلوا أرواح نفوس بريئة  فكأنما قتلوا الناس جميعا .
 الإشارة الخطيرة ، أن يتحالف الفساد و الإرهاب ، و قد جعلهما القرء ان طبيعة واحدة تقتل انسانية الانسان .
الإشارة الثانية ، أن يتحالف من يريد قتل أفراد الشعب و من يريد قتل روحه الجماعية و مصيره .
المغرب يواجه أخطر تحالف للظلاميين و الانتهازيين و الإرهابيين ، لعرقلة الإصلاح ، و حاليا هم سواء  من يعتبر الديموقراطية كفرا و من يعتبرها خطرا على مصالحه و من يجعلها عملا للاسترزاق السياسي و الأمني .
المستفيدون من مرحلة الاستبداد الحالي يتكاثفون لقتل حلم الشعب ، يغطي بعضهم على البعض الآخر ، إنهم يحتاجون إلى من يفجر المقاهي و المنشآت و يعتبرون ما يجري نتيجة يوم و مستقبل لم نعشه بعد . و يخدعون العامة دون أن تكون لهم الجرأة في القول : إن العنف الذي ضرب البيضاء أو مراكش نتيجة حكم قائم رفض الإصلاح و لعبة فسدت ، هل جربنا شيئا آخر و إدارة أخرى لنحاسبها . العنف الذي وقع نتيجة لسوء الإدارة و الفساد المعترف به دوليا و رسميا و شعبيا . كيف يدفع الإصلاح ثمن التشويه قبل أن يقع على الأرض و يتم تطبيقه .
غريب لأمر الفساد يكذب و يقتل و يسرق ، و إن استسلم له الشعب استفحل .
و الحل في تجاوز الخوف الذي يزرعه تحالف الظلاميين الرسميين الذين يريدون بقاء البركة آسنة يقتل ماء ها الموبوء الفاسد كل الشعب ببطء ، و الظلاميين العدميين الذين يرغبون في قتل بصيص الأمل ، و الظلاميين التكفيريين الذين يعرقلون الديموقراطية التي تحتويهم بخصوصياتهم لأن التطرف لايكون سوى في الهامش .
هؤلاء يعطون للإرهاب معنى ، و على الشعب أن يعتبر الإرهاب كافرا و الإرهاب كفر ، و الفساد قتل لمغربيتنا و إنسانيتنا و العدمية ضد الإصلاح روحا و أهدافا .
إن لم نحارب هذا الثالوث وقع على الجميع خطر الإرهاب وقد صنع له هذا التحالف الأسود إرهابا على النفوس و العقول و المصائر . فليسقط الإرهاب عقيدة و منهجا ومعنى ، و ليسقط الفساد في الدولة و النظام ، وليسقط الاستبداد خيارا وحيدا للشعب .
و النصر مع الصبر ، و ديموقراطية حتى الموت .

    ماوراء الحدث عدد 27 القلم المعاكس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق