عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الخميس، 15 سبتمبر 2011

وزير الخارجية الجزائري مدلسي في ضيافة كلينتون نحن لا نحارب القذافي حتى لا يصل السلاح الليبي إلى معاقل القاعدة ، و يتهم المغرب بخلط الأوراق ...


بعد الاجتماع الهام لرؤساء أركان أربع دول : الجزائر و مالي و النيجر و موريتانيا ، و زيارة كل من دنيال بينيامين منسق سياسة محاربة الإرهاب بوزارة الخارجية ووليام بيرنز إلى الجزائر، طلبت كلينتون زيارة وزير الخارجية الجزائري مدلسي لمناقشة : 
- مخاوف نقل السلاح الليبي إلى معاقل القاعدة في مالي .
- مخاوف نقل السلاح من الجزائر إلى ليبيا ( كتائب القذافي ) .
و هناك :
- مخاوف نقل السلاح من موريتانيا إلى المغرب كم حدث أخيرا عبر ( أمغالا ) ، و انتقل إلى مراكش التي شهدت انفجار أركانة ، و هذه الفرضية تضع احتمال الانفجار في جامع الفنا كإحدى نتائج تطورات الوضع الإقليمي ، خصوصا بعد تغليب ( الانفجار عن بعد ) .
و قد رفض مدلسي ما دعته التقارير :
- نقل السلاح الليبي إلى البوليساريو ، و دعا إلى دعم جهود بلاده في محاربة نقل السلاح الليبي إلى معاقل القاعدة في مالي - بتعبير مدلسي طيلة الاجتماع - ، و قد ذهبت واشنطن إلى تغليب وجهة النظر الجزائرية و أعتبرت أن عمل الجيوش الأربعة محوري لوقف أي تقدم لعمليات القاعدة .
الجزائر تعتبر نفسها حارسا اقليميا فينطلق من تأمين الحدود مع ليبيا و منع نقل السلاح عبر المنافذ إلى القاعدة و الجماعات المسلحة ، وهذا ما يعزل المغرب عن الجهود الإقليمية ضد القاعدة .
- نقل السلاح من الجزائر إلى كتائب القذافي ، و اعتبر التنسيق مع الرئيس الليبي من خلال الدول الأربعة التي اجتمع قادة جيوشها أخيرا ضد القاعدة .
القذافي يريد الحكم  ويقتل شعبه و يقتل القاعدة أيضا - يقول التقرير - و سيكون ما بعد رحيل القذافي أخطر من هذه المرحلة " و تعقيم " الحدود جزء كبير من خطتنا لمراقبة انتقال السلاح .
و قد أكد وزير الخارجية مدلسي أن الجزائر لا تزال تنسق إلى الآن مع القذافي ضد القاعدة ، و لا تعترف أمريكا بالمجلس الوطني الإنتقالي حتى لا يتجاوز القذافي في رد فعله ما هو متوقع ، و لا يسلح القاعدة و يدخل المنطقة كلها في أتون حروب أهلية .
حماية و صيانة البوليساريو  يبدأ من ليبيا ، كي يبقى الملف الرئيسي و الوحيد في المغرب العربي ، فأخد المعركة على القاعدة كل الأهمية الأمنية ، و لا تنفجر صراعات أخرى تحول الصحراء " الغربية " إلى صراع ضمن صراعات و نزاعات جديدة ، تبدأ بالطوارق و لا تنتهي بزنوج موريتانيا أو التعاون الجزائري مع القذافي لمنع المنطقة من الأسوأ ، لأن حرق شمال أفريقيا و تحويل المتوسط إلى جحيم تهديد يصل في خطابات الرئيس الليبي إلى إسرائيل .
الجزائر تمنع في سياساتها من تحالف " القاعدة و القذافي " لأن في حال وقوعه ستكون المنطقة قد دخلت عشرية أخرى من اللااستقرار .
الجزائر تمنع من الوصول إلى هذا المستنقع ، و المغرب لا يرغب في الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي خوفا من نفس المستنقع . يقول مدلسي : إننا نحاول أن نحبس ثورا هائجا تنزل عليه السكاكين ، و يمكن أن تكون كل المنطقة كوريدا يقول آخر .
أمريكا من جهتها تتعاون مع الجزائر لإنجاح سياستها لحبس الثور الهائج ، و تعمل في الناتو على إنهاك الثور من خلال الضربات الجوية ضد كتائب و أذرع و قيادة القذافي .
   و الخط الأحمر أن تدعم الجزائر أو يدعي أحد دعمها للقاعدة ، و قد تدعم أي طرف آخر من أجل الوصول إلى هذه الغاية . و البوليساريو تشارك في صناعة الإستقرار كما تدعم جهود الجزائر الكاملة ضد القاعدة.
دعمنا للصحراويين ضمن حربنا ضد القاعدة . لأن في غير هذه الحالة نشجع التطرف . هل نحن أمام سياسة جزائرية قائدة على الأقل في الحرب على الإرهاب و على مستوى شمال أفريقيا . يقول المصدر : الجزائر لم تخرج عن مواقف كل من الثورتين  التونسية و المصرية ، و قد اتخذتا لوضعهما الداخلي مواقف لا تدفع حرب القذافي ضد الثورة في بلده إلى حرب شاملة ضد كل الثورات في المنطقة و في البلدين الجارين .
التنسيق الجزائري - الأمريكي يخدم حصار القاعدة ، و عدم تحويل عداء القذافي للثورة في بلاده إلى عداء إقليمي ضد الثورات في شمال أفريقيا ، و أخيرا دعم قضية الصحراء " الغربية "  كقضية ثابتة لشعب . و كلينتون أعلنت لمدلسي عن حماية المدنيين الصحراويين كما تحمي أمريكا المدنيين في ليبيا ، أو ما قد يتعرض له مدنييون آخرون في هذه المنطقة .
   إنه ثابت جديد و واضح في كل منطقة الشمال الأفريقي ، و حاليا ، كل شعوب الصحراء يجب أن يكونوا ضد الإرهاب ، الجزائر تضمن ذلك - يرد مدلسي - .
اجتماع وزير خارجية الجزائر و كلينتون يعتبر أهم حدث في إعادة رسم سياسة أمريكا في المنطقة ، خصوصا و أن الجزائر اتخدت - يقول مدلسي - سياستها الاقليمية على ثابت واحد : حرب القاعدة و الإرهاب ، و على حق تقرير مصير الشعب في الصحراء " الغربية " .
إننا نمنع خلط الأوراق الذي يمارسه طرف تعرفونه . لا نريد ذلك و لا نقبله - يقول مدلسي - .
    
ماوراء الحدث دولي عدد 27 ص 11

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق