عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الخميس، 15 سبتمبر 2011

كيف نربح الشبح ؟ بعد مقتل بن لادن حقيقة الظواهري ... الذي يرغب في الالتحاق بمصر


الظواهري لا يرغب في قيادة القاعدة . يريد أن يبقى بن لادن زعيما تاريخيا أو أسطوريا لهذا التنظيم الذي خلط الدم بالدين و أمريكا و الغرب ، وقتل في أندونيسيا كما قتل شيعة العراق وأمراء الخليج و أبرياءه ... الآن يختار الظواهري مرحلة : المزيد من الفوضى ، حيث كل فرد في القاعدة خلية و كل خلية إمارة .
لقد ضاع على الغرب رقم بن لادن الذي أراد المفاوضة فخاطب الشعب الأمريكي و عرض الهدنة . و في المرحلة الجديدة : لا قائد للقاعدة ، هناك حرب بلا نهاية ، و إرهاب بلا نهاية .
مناورة الظواهري ترغب في ظلامية إضافية تحيط عمل تنظيم في الأصل هو شبح كما يقول كتاب ممتع لستيف كول .
التنظيم سيزداد فقرا ، لأن خليفة بن لادن لن يستطيع أن يجمع الأموال و لا أن يديرها بنفس ما قام به الأمير المقتول ، و سيزداد غموضا ، ف C.I.A وجدت بن لادن قبل الظواهري ، مما يعني أن الرجلين مختلفين إلى حد بعيد ، و الخوف حاليا من سقوط آخرين بعد الوثائق التي عثر عليها ، وإن فقدت أمريكا المبادرة ستعود إلى التنظيم ، و إلى الظواهري . و سيكون من الصعب العثور على رأس خيط جديد .
اليوم لدينا في واشنطن صورة واضحة عن 11 شتنبر : من نفذ كمحمد عطا و من قرر كبن لادن و من كان وسيطا : وليد الشيخ الباكستاني .
الحلقة الباكستانية سقطت هي الأولى لتعاون إسلام آباد معنا ، و انتقلنا إلى الحلقة السعودية - اليمنية و انتهت تقريبا بقتل بن لادن ، و مرة أخرى يعود الفضل لتعاون الرياض و صنعاء . و يرى الجميع معي حلقة الظواهري و المصريين خطيرة ، و تعيد التنظيم إلى هلاميته ، و المخيف أن يلتحق - الظواهري - ببلده مصر بعد الثورة .
انه احتمال لإغلاق ملف القاعدة في باكستان و نقله إلى مصر و الشرق الأوسط و على حدود إسرائيل .
القاعدة تريد بفضل الظواهري أن تبقى تنظيما من الأشباح ، و أن تنفذ ثأرها ضد مسؤول أمريكي كبير ؟! و سؤالنا : ألن يكون في مصر قريبا .
من الجانب الآخر ، طالبان حاليا إلى جانب القاعدة كما لم تكن قبل 2011  . الآن ستسلم الظواهري ما يرغب فيه . لم يكن يوما أميرا ، و لم ينازع كاريزمية بن لادن و لا الملا عمر . حاليا للملا عمر أن يضع الظواهري تحت جناحه ، فتخدم القاعدة طالبان بقيادة عامة ؟!
على هذا التصور أن تكون دلائل . و التحدي يقع مرة أخرى على قتل مسؤول أمريكي كبير انتقاما لبن لادن ، في المقابل تريد الأجهزة الأمريكية صيدا آخر لإرهاب التنظيم .
الجهاديون دخلوا في حالة بحث عن هدف للانتقام لبن لادن قبل أن يعلنوا خليفته . هذا هو الاحتمال الثالث . و المؤكد أن الملا عمر و قد قتل الأمريكيون أحد قادته ، - لأن بن لادن  بايع زعيم طالبان -  مضطر أن ينتقم ، و إلا فإن إمارته الايمانية ستكون ناقصة لعدم وجود العرب فيها .
الظواهري يحمل طالبان مسؤولية ذهاب بن لادن إلى باكستان ، و عدم بقاءه بين الجنود و الحماية في أفغانستان .
دم بن لادن في عنق الملا ، و الرد لن يكون في باكستان فقط ، بل الهدف أمريكي و كبير  مما يكسب عنصر العرب إلى جانب طالبان . و عدم الثأر لمجاهد مثل بن لادن يؤكد على مأزق جديد في مسيرة طالبان .
الحوار مع هذا التنظيم حاليا يجب أن يكون الشغل الشاغل لأمريكا . لم يعد بن لادن عائقا . و تعزيز اقليمية و بشتونية الصراع في افغانستان يمنع من الدخول في مرحلة مظلمة في حرب أمريكا و القاعدة ، لأنها بالتأكيد أكثر سوداوية .
الظواهري مولع بالجدل ، و لديه تاريخ حافل بتهميش رفاقه كما يقول صاحب كتاب ( البن لادنيون ) ، وقد يكون بن لادن ضحية الظواهري و الملا عمر معا ، و عليهما أن يطويا الصفحة .
عدم إعلان الظواهري خليفة لبن لادن به هذه المرارة من معلومات دقيقة .
أمريكا تعي أن الظرف الذي أعلن فيه أوباما تصفية بن لادن " مواتيا " على صعيد تنظيم القاعدة و حروبه الصغيرة ....

عدد 29 لماوراء الحدث ص 20 بقلم جون فنهارت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق