عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الجمعة، 4 مارس 2011

أمريكا تعمل على خطط لدعم التغيير في الشرق الأوسط الجمهوريون إلى جانب أوباما مع الملكيات البرلمانية من البحرين إلى المغرب


أمريكا تعمل على خطط لدعم التغيير في الشرق الأوسط
الجمهوريون إلى جانب أوباما مع الملكيات البرلمانية من البحرين إلى المغرب

بين 2003 و2005 طلب بوش من الملكيات العربية أن تتحول إلى "ديمقراطيات كاملة"، وحدثت انفراجات انتهت بِرِدَّة اعترفت بها كونداليزا رايس في مقالها بالواشنطن بوست، وأكدت على تأثير أمريكا "القوي" على الجيش المصري.
الخطوة الأكثر أهمية هي التعبير عن الثقة في "هذه الديمقراطيات الناشئة"، إذ لا يمكن بأي حال عزل الملكيات عن موجة الإصلاحات الجارية، والتي تنتهي جزئيا وكلياً "بملكيات برلمانية" ورئاسيات برلمانية في الأغلب، كما عَبَّرَ عن ذلك أكبر مسؤول بريطاني وصل أخيرا إلى القاهرة.
يقول تقرير من مصر (إن المسؤول البريطاني حاول إقناع المصريين بأن هذه الموجة الراديكالية لشعبهم لن تسمح سوى ببرلمان قوي ينتج الحكومة، وينتخب الرئيس) وبريطانيا واضحة في دعم "ملكية أكثر ديمقراطية في البحرين تستجيب لتطلعات الشعب".
التوجه إلى إسقاط الحكومات لن يوقف المتظاهرين، لأن التغيير يجب أن يحمل رمزية، وأن يكون ذو معنى.
المغربفي هذه الحالةاستفاد من مستعمره الفرنسي وأنتج "ملكية رئاسية"، وحالياً لا يكون الاتجاه سوى لملكية برلمانية، بدرجة من الدرجات.
رايس في مقالها المذكور لم تنس القول بالحرف (إن الولايات المتحدة تحملت الكثير من اللوم من حلفاءها الذين يؤيدون سياساتنا في السر، ويغذي كراهيتنا ليحموا أنفسهم).
هذا الأسلوب الخادع والبرغماتي لبعض الرؤساء الملوك العرب ترفضه أمريكا، وهي تدعم تغيير "هؤلاء الأصدقاء".
وتتنبأ رايس بسنوات اضطراب، لكن الاضطراب أفضل من الاستقرار الزائف للأنظمة الاستبدادية.
إن الخيار الواحد للجميع، محليين في الشرق الأوسط الكبير أو في أمريكا، أن تكون المصالح إلى جانب الأفكار المثالية، وسوف تكون خدمة الجانبين معاً في المستقبل القريب.
إن رؤية أمريكا تتجه إلى المستقبل من 2005 – في صفوف الجمهوريينوإلى أفكار أوباما واستراتيجيتهفي صفوف الديمقراطيين - للجم الجيوش - التي لها اتفاقيات مع أمريكا - أن تكون ضد شعبها. والحرية ستنشر في ليبيا وإن اتبعت سياسة مختلفة وشركات خاصة أفريقية تخدم القذافي. وموجات الديمقراطية مطلَبٌ وتَقْلِيعَةٌ ورؤية لها أكثر من جانب.
الحرية تنطلق من روح عامة والديمقراطيات تنشأ إلى جانب روح الحرية من معادلات خاصة.
أمريكا ترغب في "تأسيس" نموذج في الرئاسيات (بمصر) وآخر في الملكيات (بالبحرين) كما قالت كلينتون. ومرة أخرىتؤكد المصادرعلى انخفاض كبير في ضحايا التحول نحو الديمقراطية في الأقطار التي لها علاقات بين جيوشها وأمريكا.
الجيوش تدير معادلة الاستقرار والتحول، ولم تعد عائقا كليا للديمقراطية حين اعتبرت واشنطن جيش العراق جيش صدام، وليس جيش العراقيين الذين قاتلوا ضد إيران وضد العالم من أجل بلادهم.
ثأر بوش الابن مما لم يقم أبوه في العراق لحظة اجتياحه للكويت أقوى من التفكير الاستراتيجي التي تعمل عليه الخارطة الجديدة.
حالياً، وجدت أمريكا السبيل للتعامل مع "جيش ملكي" يستجيب للملك أكثر مما يستجيب لضغوط أمريكا، وكان التهديد في البحرين من "تفكيك النظام الملكي" إن لم يتراجع الجيش عن قتل المتظاهرين.
الخصوصية الخليجية أكثر "حدة" من نظيرتها "الأردنية" و "المغربية" وستكون الضغوط "مماثلة" على كل الملكيات للبدء "بمستقبل يحترم فيه النظام حقوق شعبه المشروعة".
نحن أمام خيارين : إما الخيار الدموي الذي اختاره القذافي ولم ينجح مبارك وزين العابدين في تنفيذه، وهذا فرض وقفاً لكل تصديرات السلاح إلى ليبيا، ولم تكن الإجراءات الأخرى كفؤة، على أن عناصر C.I.A. نشطت في "دعم قرار الفرق الخاصة والصاعقة" على عدم قتل المتظاهرين والذهاب أبعد في إدارة مرحلة ما بعد القذافي.
الثورة الشعبية إن أزاحت "القذافي" فيعني أن تغييرات أخرى ستحدث. إن الشارع أكثر جذرية كلما حقق نجاحاً في مكان معين، ثورة مصر 1952 انعكست على ثورة طرابلس 1969 وحالياً ثورة مصر أقل دموية من بنغازي.
الخيار الذي يطرحه الأمريكيون، أن (الحماسة الثورية) دخلت منعطفاً يجب أن ينتهي في الملكيات العربية إلى ملكيات برلمانية، لأن حفاظ الملكيات على نفسها أمام عدوى الانقلابات أتى من قناعة الشعب بالأنظمة التي تحكمه، والواقع الجديد يفرض تأكيدنا على : مستقبل الديمقراطية ليس فقط أمام الإسلام الراديكالي واليسار الراديكاليالذي يرغب أن يكون التحول في بلاد عربية على النمط "الأمريكولاتيني" (تشافيزي) – بل وأمام نظام ملكي (راديكالي) يرغب في أن يعيش بطقوس قروسطوية.
إن الحرية لن تصنع نفسها إلا إن تجاوزت هذه الراديكاليات الثلاث، حيث حاولت جمهوريات أن تكون ملكيات كما حاولت ملكيات أن تكون أكثر شخصية بما قتل المؤسسة.
صورة التحولكما تقول إحدى التقاريرهو أن يفرض الشعب رضاه، وأن تكون تلك قناعة أمريكية محضة يمكن معها الجزم باستقرار (غير كارتوني) في الشرق الأوسط.
الملكيات البرلمانية خيار الغد عند باقي العروش في العالم العربي لتجاوز العاصفة الحالية، والتمكن من أن تكون الحكومات منبثقة من شعوبها والأنظمة متصالحة مع الأغلبية.
إن الفكرة الصحيحة : أن تكون الديمقراطية خيار الشعوب والأنظمة، والديكتاتورية التي يمررها المستفيدون باسم الخصوصية يتكفل الشباب بتثويرها، أو الانقلاب عليها.
الشيء الواضح من الرباط إلى المنامة هو (الحماسة الثورية) لهذا الشباب المطالب بالتغيير، في ظل كل التحديات، والأمريكيون مجمعون لأول مرة حول انتقال الملكيات إلى ملكيات ثانية، والجمهوريات تمر كلها في الاختبار، لأن الخوف من الحرية لم يعد موجوداً، بل الحرية أصبحت روحاً جديدة. وهو ما يجب استيعابه بشكل جيد.
جريدة ماوراء الحدث عدد 17  ل 25/2/11   ص 11



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق