عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الجمعة، 18 مارس 2011

فرنسا اقترحت مالطا أقرب نقطة إلى جحيم ليبيا للضغط النفسي على كل من البوليساريو والمغرب


كشف تقرير فرنسي أن تغيير قيادة البوليساريو "ممكن" في الأجواء الجديدة بالمنطقة المغاربية وأن أي فراغ "عقب محمد عبد العزيز" لن يكون في صالح الحل ويدفع باتجاه "حرب مع المملكة"، وأن سيناريو الحرب الأهلية بين الصحراويين مستبعدة، والمخيف هو أن يفقد الجزائريون كامل السيطرة على القرار العسكري في البوليساريو التي لم تعد "مليشيات مدجنة"، بل ترى وضعها أفضل، وإن إمكانية تفكيك الجبهة شيء وارد.
أولاً، في البوليساريو، لا يزال الجزائريون يمتلكون "اليد الثابتة" فيما يدعى بالجهاز العسكري للجمهورية المعلنة من جانب واحد، وأن القرار الأخير لقيادة مدين : أن يتم خفض السلاح الخفيف من أيدي الصحراويين، وأن يعوضه الجزائريون بأسلحة "ثقيلة"، وقد قررت الجبهة "عدم تسليم السلاح للمواطنين"، وأن الجهاز العسكري سيستلم إلى جانب الشباب إدارة المرحلة، في أي وقت تنخفض فيه شعبية محمد عبد العزيز وطاقمه إلى مستوى أدنى داخل المخيمات.
ظهور 5 فصائل على الأقل داخل صحراويي المخيمات والعمل الشبابي قد يقرب من الخيار العسكري ضد المغرب، وأن بقاء محمد عبد العزيز في صالح الاستقرار، والقوة الوحيدة في البوليساريو هي السلاح، ولا تقبل فرنسا إلى جانب أمريكا والجزائر أن يتحول جنوب الجزائر إلى صومال جديدة أو أفغانستان خصوصاً وأن المثال الليبي ينزلق في هذا الاتجاه.
الانصهار القبلي لا يزال قويا، وعدم تأثر الجزائر بما يجري في ليبيا وإرسال جنودها إلى الحدود، واحتمال تكرار انتفاضة 88 في المخيمات لن يكون سوى أقل من السابق، والحرب الأهلية في ليبيا لن تتأثر بها البوليساريو، لأنها لم تتورط بالحرب الأهلية الجزائرية ؟!
يقول التقرير : (الأحداث في ليبيا وثورة تونس ستؤثران في المشهد، فلا تهدد الحرب الأهلية والقبلية البوليساريو، بل يهددها تحول في القيادة يزيد من راديكالية المطالب).
ثورة الشباب على يسار محمد عبد العزيز وتدعو إلى دعم أي انتفاضة أخرى في العيون، وأن تحميها قوات البوليساريو فهل المنطق التفاوضي يعرف هذه الحيثية.
التقرير يعتبر (أن خيار الفوضى لإذابة المطالب الصحراوية في المخيمات والعودة إلى المغرب ليس واقعيا)، ويورد صعوبات :
ملء الفراغ بعد محمد بعد العزيز بقبيلة دون أخرى، وقد يسبب هذا الوضع انقساماً قبليا.
أن يتحول الصراع على خلافة الجبهة إلى صراع حول الجمهورية المعلنة،
أن يتقرر تأجيل الصراع الدموي إلى ما بعد الاتفاق مع المغرب من خلال مبادرته لحكم ذاتي، وأن يبدأ التمرد من الآن.
أن البوليساريو التي تملك السلاح يؤهلها أن تُفَاوض، ولم تفاوض المملكة فصائل أخرى (غير مسلحة) انشقت عن الجبهة.
تصفية الحسابات القديمة بين القبائل.
أن مؤسسات الجمهورية المعلنة من جانب واحدة واهنة ولا تحتوي مطالب الشباب.
إن ما يجري في ليبيا كشف أن اللعب على الحس القبلي ضَمِنَ للقذافي تماسكه بعد الهزة الأولى، وأن هذا الحس يمكن أن يدار بصعوبة كبرى في حال عدم السيطرة الجزائرية على خيوط اللعبة.
بوتفليقة خفف من هذه السيطرة، وهذا ما انعكس على "وحدة البوليساريو" القبلية، وقد كرس الحسن الثاني الوزاع القبلي في الاستفتاء كي لا تتجدد الحرب في الإقليم، وكان له في حياته ذلك.
وحالياً، أي ثورة لشباب الصحراء قد تكون "مدنية" تدفع إلى الحرب على المغرب أو قد تسقط في "القبلية" ويصعب معها إدارة الفراغ.
هذا الوضع يدعم المفاوضات مع المملكة، ويضغط على الجبهة وعلى الجزائر، وفرنسا دعمت في هذا الصدد (حسب التقرير السري دائما) نقل المفاوضات غير المباشرة بين المغرب والبوليساريو إلى أقرب نقطة قريبة من (جحيم ليبيا) : مالطا.
السيناريو الليبي (القبلي والدموي) ليس بعيداً عن القبائل الخمس الرئيسة في الصحراء (الغربية) وعن إدارة المغرب لمنطقة انتفضت في العيون وقد تنتفض مجدداً.
روس لا يزال متمسكاً بنظرته التي تقول إن (الوضع لا يطاق) ويحاول من خلال اختيار مالطا أن يكرر قوله : الوضع لا يطاق فعلاً، وأن رياح الدم والجنون القبلي ليس مستبعداً عن الصحراء (الغربية).
إما أن تنجح المفاوضات أو يكون التدخل الدولي "لضبط" المرحلة الانتقاليةبلغة التقريرفالأمر متعلق بالقبول بمفاوضات "موضوعاتية" من أجل هذا "الضبط" الذي ورد في وثيقة غير رسمية بمجلس الأمن للوصول إلى أرضية تقود إلى "مسار واضح" ومنظم لكل الإجابات.
روس لن يركِّب الحل من اقتراحات الأطراف، لكنه يسعى إلى "ضمان تسلسل موضوعاتي يجعل من خطة بيكر الثانية مبوبة، وممرحلة ومتسلسلة بما يفيد السلام.
الآن المفاوضات من أجل :
تخفيف اليأس كي لا تتجدد صدامات وأحداث أخرى (كالتي جرت في العيون)
أن الوضع الإقليمي يدعم تجدد هذه الصدامات
أن الوضع لا يطاق، ولذلك على الجميع أن يساعد
ليس مهما أن نناقش الثروة والفوسفاط... وغيرها من المواضيع، أي أن تبدأ المفاوضات الموضوعاتية دون إطار، الإطار في هذه الحالة هو الوضع النهائي.
يقول المصدر (نحن بين بين، بين مفاوضات موضوعاتية لحل انتقالي وبين عدم ذكر الإطار والحل النهائي).
البوليساريو تقبل حماية امتداد المصالح الاقتصادية للمغرب في الصحراء (الغربية) والمغرب يعتبر هذه المحادثات خطوات لأجل إعمال مبادرته (الحكم الذاتي) على الأرض.
أي توافقات معينة لا تعني أكثر من إدارة مرحلة انتقالية عاشها جنوب السودان بعد اتفاقية نيفاشا التي قسمت الثروات وقسمت كل شيء قبل أن تقسم السودان.
فرنسا تدرك أن الضغط على البوليساريو بسيناريو (الحرب القبلية وتغيير الشباب الصحراوي للقيادة) والضغط على المملكة من الداخل بدعوة الشارع إلى الملكية البرلمانية والخارج بفعل تغيرات شمال أفريقيا، ومالطا رسالة إلى الطرفين المتفاوضين.
من المهم للرباط أن تبقى القيادة الصحراوية في مكانها وقوتها.
من الإيجابي للمفاوضات أن تكون "موضوعاتية" في جانبها غير الرسمي وسياسية في جانبها الرسمي.
أن المحادثات أتت بعد احتفالات الجبهة بيوم تأسيسها، مما يجعل انطلاق جولة مالطا من المفاوضات من غير ضغوط.
ومن المتوقع حسب التقرير :
أن تكون جولة مالطا أكثر موضوعاتية.
أن تكون قريبة من مناقشة حماية المصالح المغربية في إقليم الصحراء (الغربية).
أن يبدأ كريستوفر روس في مصير النقط العشرة (ولو بطريقة غير مباشرة)
أن يعتبر تأكيد المغرب والبوليساريو على أسس الحل النهائي غير عملي في هذه الجولة، إلا بما يفيد تعميق النقاش في النقط المثارة.


ماوراء الحدث عدد19  11/3/ص 11 ل 11

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق