عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الجمعة، 18 مارس 2011

القرضاوي لا يشبه محمداً ؟!


صدم كل من قرأ بالانجليزية افتتاحية "إسرائيل اليوم"، عندما شبهت القرضاوي بمحمد الذي طرد من مكة وعاد إليها بعد أن قتل اليهود في المدينة ليحتل مكة ويسن لمن يرثه خلافة إسلامية عالمية ؟!
القرضاوي يعود إلى التحرير مثل قصة محمد، يسعى لتوحيد الجماهير لكراهية اليهود، مثل هذا التصوير الساذج يدفع إلى حرب دينية في الشرق الأوسط. نتنياهو يشبه القرضاوي يريد هذه الحرب أن تكون فاصلة، الثوراة لم تحاصر السفارة الإسرائيلية في القاهرة، لم تقتل يهوديا في سيناء ؟! ثورة مصر "ثورة موسى على الفرعون" وثورة أخرى لمحمد، ولتراثه في هذه المنطقة، وثورة للمسيح الذي صلى أقباطه إلى جانب المسلمين.
نتنياهو يختار الإخوان المسلمين أعداء رائعين لتشويه ثورة الشعب المصري، يريد أن يكرس الاحتلال. قال شيمون بيريز الذي أكن له كل التقدير : ليس هناك احتلال طيب واحتلال خبيث، وأقول : الاحتلال احتلال. والثورة ثورة ؟!
كل إسرائيل في خطإ استراتيجي، وكل اليهود يحتاجون شجاعة شارون، الذي انسحب من غزة. على (تساحال) الجيش والمواطنون أن ينسحبوا من السامرة من أجل السلام، والأكيد أن جبن نتنياهو يحوله إلى فصل آخر من الحرب مع الجيران.
اليهود ليسوا كارهين لأنفسهم، كما لا يجب أن يقاتلوا من أجل القتال.
الشوفينية الدينية التي يختارها الإخوان ونتنياهو قد تفجر الوضع مجدداً. اليوم نتنياهو يحوِّلُ الشرق الأوسط إلى حرب "دينية" بعد نهاية الديماغوجيا والأيديولوجيا في الشارع العربي، ويجب أن تنتهي من شوارع تل أبيب.
الحديث حالياً عن ظاهرة الدين وقوداً لحروب قادمة ستخسر فيها إسرائيل التي ترغب في مواجهة متطرفين. والتطرف يستدعي نفسه في الجانب الآخر ؟
التاريخ يكشف أن القرضاوي أصبح العدو الثاني لإسرائيل بعد حسن نصر الله في المنطقة.
حالياً رمز السنة والشيعة ضد نتنياهو، والفقهاء الذين ساندوا السلام ماتوا : الطنطاوي وغيره من شيوخ الأزهر. ألم يخسر الإسرائيليون بخسارة وضع ديني في صالحها في الوقت السابق ؟
نتنياهو خسر السلام مع عرفات في "واي ريفر" وخسره مع أبو مازن، وظهر بوجه مكشوف أن خطاً يرتكبه الإسرائيليون في حق اليهود، لقد اطلعت على كل الوثائق المسربة إلى قناة الجزيرة، وعرفت أن الأجيال القادمة ستدين أولمرت، ليفني ونتنياهو إن وقع بإسرائيل مكروه شديد.
هذا الثالوث المذكور غير ليبرالي على الإطلاق ليس في صالح أمن اليهود في أنحاء العالم. هل يريد نتنياهو أن يعلن حربه الدينية وراء صواريخه وترسانته ؟ ألا يفكر في يهود آخرين في كل العالم ؟
الحرب الدينية لن تميز يهوديا في نيويورك عن آخر في البيضاء. نتنياهو أصبح ضد مصالح اليهود، وصعود طبقة يهودية تحمي الحل الليبرالي مع الفلسطينيين والثورات الليبرالية في كل الوطن العربي هو ما يجب أن يقوم به اليهود. لقد ربح الإسرائيليون مع ثنائي نتنياهوليبرمان الصهيونية وتخلوا عن اليهودية، وعن يهود العالم.
التفكير في أن العالم هو إسرائيل "البيت الملكي لله" مسألة سطحية، والتوراة ينفيها، لست هنا لأقول شيئا في الدين، فلست قادرا على ذلك، لكن الشيء الذي أعرفه أن افتتاحية (إسرائيل اليوم) تحول خطير في الشرق الأوسط من الحرب السياسية إلى الحرب الدينية، من مشكلة أرض وشعب، وشعب آخر وأرض متنازع عليها إلى مشكلة من يؤمن أكثر، ومن يقتل أكثر. الشيعة والسنة تقاتلوا بكثرة كاثرة لأن حربهم بين مذهب ومذهب ومحمد رسولهم الواحد، أما حرب يهوديةإسلامية فيعني الموت بالجملة.
الثورات العربية نجحت لأنها احترمت الإنسان وفشلت في ليبيا لأنها اعتبرته مثل الجرذان، لكن أن يتحول كل من اليهودي في عين المسلم والمسلم في عين اليهودي إلى مجرد حيوان، سيكونفي نظريقاتله حيوان آخر ؟!
روح المنطقة سمت مع ثورة مصر، وتردت بعد حرب القذافي القذرة على شعبه. لقد رأينا في ميدان التحرير غير ما نراه في شوارع الزاوية، عندما سألت عن المعنى وجدته روحيا جدا، لكن القذافي لا يعرف المعنى، قتل كل شيء جميل حوله، يغتال "المعنى الطاهر والنبيل" لشباب تونس ومصر. ولا يختلف نتنياهو كثيراً عن القذافي. الكل يريد حرباً تقتل الإنسان ؟!
هل تحتاج إسرائيل إلى انتقاد محمد الآن ؟ لو سألت نتنياهو : لأجاب نعم، يجب أن نشبه كل مسلم بالقذافي وكل مسلم هو بن لادن.
إسرائيل تلعب بنار قد تحمي إسرائيل وتقتل اليهود في العالم. هل من الضروري أن أحمل حقائبي إلى مطار بن غوريون ليكون نتنياهو مرتاحاً. لماذا يريد جمعنا للقتال الأخير ؟
رئيس الوزراء الذي عاش في أمريكا يريد شيئا واحدا أن يعود كل يهود أمريكا إلى إسرائيل. هذا الحلم يقض مضجعه، ويرغب في أن يواجه شيخاً بلا سلاح (القرضاوي) عوض شيخ بسلاحه (حسن نصر الله). هل هذا هو الاختيار المفضل.
لو كنت في داخل إسرائيل لرفعت يافطة تقول : ارحل ؟! حماية لإسرائيل وليهود العالم. لن يظهر القدس الغربية رجال كعصابات القذافي ليقتلوني. لكن سيظهر حاخام بلحية كذلك ليطالبني بالصمت وعقوبة تستحق الغفران. في يوم كيبور انهزم الإسرائيليون لأنهم ببساطة لم يكونوا على أرضهم، وانتصروا على 6 دول في ست أيام لأنهم اقتنعوا أن الأرض أرضهم. وحالياً لا يمكن لإسرائيلي أن يموت إلا من أجل أراضي شرعية في عرف العرب والمسلمين وكل العالم.
لا نحتاج إلى الموت والنار، نحتاج إلى شيء آخر : المستقبل، إلى تأمين الغد (الإسرائيلي) في مقابل صناعة الغد في مصر !
يجب ان يعود موسى لحكم إسرائيل، ليس عودة للدين، في مفهومه العام، بل دعوة لوصاياه.
الدين إن استدعيته كان إلى جانبك، وإن عدت إليه أخذك إلى ماضيه بكل عقد الآباء، هذا ما يعرفه كل ليبرالي يهودي يناضل لأجل سلام دائم في الشرق الأوسط الذي يثور من أجل حقوقه، ولن يقف عند الحقوق مع من يحكمه، بل سيطالب بالحقوق الأخرى لشعب اعترف العالم أن له دولة، ويجب أن نعترف بمشروع الدولتين لسلامة إسرائيل لجيلين على الأقل ؟!

جون فنهارت ص 20 عدد19  ل 11/3/11 ماوراء الحدث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق