عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الجمعة، 4 مارس 2011

China Economic Review الصين عام 2016 ستنهي الأهداف الأولى في أفريقيا ؟! والمغرب إحدى نقط في المخطط



China Economic Review
الصين عام 2016 ستنهي الأهداف الأولى في أفريقيا ؟!
والمغرب إحدى نقط في المخطط

ملف China Economic Review حول توجهات المخطط "12" بين 2011 و2016 لحكومة بكين، يظهر أن الصين تعمل على إعادة توجيه استهلاكها إلى الداخل، وهو الهدف المعلن في المخطط 11، لكن الدقيق هو توسع الصين في أفريقيا، وفي 2016 ستكون الأهداف الأولى لبكين قد تحققت لتنتقل إلى وجهة أخرى، لأن ما يدعى بالغايات الرئيسة لبكين تستهدف المشاريع الكبرى والاستراتيجية، كما حدث في المغرب أخيراً بدخول الصينيين لبناء الطرق السيارة، وهذه القفزة اعتبرها مسؤول صيني (مهمة إلى حد بعيد) كما أن فرنسا وإسبانيا بلدان مضطران إلى جانب أمريكا لعرقلة مشاريع الصين حتى لا تلتهم الاقتصاد المغربي، لأن هذا الاقتصاد أسهل في اجتياحه من الجزائر ومصرحسب الدراساتويعتقد أكثر من محلل أمريكي أن "خطط الصين تعلن اتجاه الداخل، والمقصود منها احتياجات إضافية في آسيا وأفريقيا". الكل يتنافس من أجل هاتين القارتين : أوباما يرغب في دمقرطة الأنظمة الشرق أوسطية، لأن الديمقراطيات ستكون إلى جانب مصالح واشنطن. اندحار آخر الديكتاتوريات الأفريقية في الشمال عنوان طبيعي لحركة الشارع الذي يطمح إلى انفتاح على "قيم الحرية" وليس فقط على حرية السوق. الحرية السياسية سبقت في المطالب "المطالب الاقتصادية".
السوق لم يعد يؤمن بديكتاتوريته ولا بالديكتاتورية السياسية التي تحميه، وهذه النظرة قادرة على إدارة سوقين : سوق يطمح للانفتاح ومجتمع حر يرغب في تجارة حرة وفي انتخابات حرة...
الديمقراطيةفي هذه الحالةهل تخدم واشنطن وتحجِّم دور الصين ؟
جواب أوباما : نعم، لابد من إدارة تحول "عميق" يخدم السوق في النهاية وبالتالي نرى أن الأفكار الاقتصادية لم تعد أكثر من اقتصاد سياسي يطرحه الشعب من خلال الاحتجاجات التي تجتاح العالم العربي.
هذه الخطاطة تؤكد على معنى اقتصادي للحرية. هناك مصالح بين الشعوب وضد طبقة أحادية، نافذة ومستبدة.
الاستهلاك في هذه الضرورة الصينية مطلوب من "الفرد والداخل" وليس من الخارج، لأن "تعاظم الديمقراطيات" سيقلل من التأثير الصيني، ويطرح سؤال النيوليبرالية من داخل العالم الثالث، منطلقا منه ومتجها إليه.
أمريكا لا تدعم فقط التحولات، بل تعيش عليها، والصين تدافع عن أنظمة واستطاعت في السودان أن تحمي البشير قبل صفقته مع واشنطن.
الأسواق تحميها الديمقراطيات بشكل يجعل كل حرية التجارة والتبادل والشراكة جزءاً رئيساً من السياسات العامة، من جهة، تكون الإجابات من الاقتصاد السياسي لهذه المنطقة وجزءاً مهماً من جيوسياسيتها، وبالتالي، القارئ للخارطة يعتبر تأثير الصين تحت عوامل جديدة :
1 – أن الاستهلاك الصيني للبضائع الصينية تعتبره بكين جزءاً من الاستهلاك الآسيوي للمنتوج الوطني، بمعنى أن الاستهلاك الأسيوي تعتبره الصين من حساباتها الداخلية.
2 – أن اجتياح الصين لأفريقيا يعتبر إحدى مرتكزات العمل الأسيوي، فانطلاقا من جيوسياسية بكين المرحلية والمخطط لها يترقب الجميع تشكيل "المصلحة الصينية" بعيدا عن داخلها.
بكين لا يخدمها التناسج (من النسيج) الجديد بين مصالح الصين الخارجية والداخلية، فاعتبار مصلحة الصين الخارجية امتداداً لمصلحتها الداخلية، تحدي لا يمكن لأمريكا مواجهته في منتصف القرن الحالي.
بكين تقرأ هذه التوجهات من خلال عملٍ محدِّد ومقتضب كما في إحدى الوثائق "السرية" :
اعتبار مصالح الصين في آسيا مصالح داخلية.
تواجد صورة جديدة لعمل الصين في أفريقيا، والتوجه إلى أن هذه المصالح تشكل "خارطة" نفوذ لابد من إنجازها.
أن انتقالاً خطيراً قد يحدث، ويقر بموجبه الصينيون أن مصالحهم في أفريقيا على نفس مصالحهم في آسيا. وتعتبر الصين أن امتداد المصالح إلى ما بعد حدودها هو جزء من توسع طبيعي لمصالحها الداخلية نحو الخارج. هذه العقيدة خطيرة وأدت إلى (إمبرياليات غربية) وصلت إلى حدود الصين.
التقديرات الجديدة تباشر تطورها من العمل على إعادة توجيه :
العمل الصيني بما يكفل ديناميكية بكين بين القارات.
تشجيع الصناعة الصينية من حيث الجودة بما يكفل توازنات التصنيع والتجارة والاستفادة من ديناميكية الإنتاج وهذا له أكثر من تقدير.
الدينامية الصينية في الداخل ستعيد تبلور العمل الخارجي لبكين.
استقرار التجارة الخارجية بين بكين وواشنطن يخدم بشكل جوهري العمل على "استراتيجيات بديلة" في الوقت المناسب ويعتقد المتتبعون أن علاقات الصين وإيران تدخل في خطة البدائل الصينية، وهي كذلك عند قادة طهران بعد العقوبات الأممية على الجمهورية الإسلامية التي يحكمها الملالي.
الصين تقرأ الأوضاع بما يتجه إلى إعادة تصويب استراتيجي، من جهة لأن الوضع العام "ذكي" في العالم في ظل تكنولوجيا المعلومات، وأن الاستراتيجيات مكشوفة، والتنافس بينها هو ما يقرر هذا من ذاك.
إن إعادة ترتيب أوراق الداخل والخارج في استراتيجية صينية واحدة يربك بكين إلى حد بعيد كما أن ترتيبات "بديلة" يعطي مرونة في تأسيس الجو الإمبراطوري للصين.
الصين "قوة كونية" في العولمة التي أطلقتها وأدارتها أمريكا، لكن بأي حال يمكن أن تكون "قيادة ما للعالم من طرف الصينيين" في نصف القرن الحالي. هم اليوم مع منتصف العالم في انتظار منتصف القرن لإقرار القوة على كل العالم.
الصين التي اتبعت نموذجاً غربيا في التنمية مضطرة أن تحترم كل قيم هذا النموذج ليكون العالم "منسجماً في لحظة الانتقال" من قيادة أمريكية إلى قيادة صينية.
التوجهات الأخرى ترمي إلى دعم القراءة التي تؤكد على (انتقال قوة الصين إلى أمريكا) وهي صورة يتقرر بموجبها التراخي "الأمريكي" والتنافس الصيني، لكن ما حدث هو "استنزاف أمريكي" في حربين بآسيا في مقابل (توسع غير منضبط) لمصالح بكين في آسيا بما يجعل أفريقيا خلفية حركة لهذا الوضع الأمريكيالصيني.
الواجهة التي تعمل عليها بكين تقر بأمرين :
أن الصين قوة حقيقية - وليست بديلة عن أي قوة أخرى حالية - وتاريخية، وقوة غير إمبراطورية، وتهتم بالربح وليس بتسييس الاقتصاد.
الصين تعمل على أساس أن استراتيجيا العالم قابلة لاحتواءها وأمريكا تقود، بمعنى أن الصين ليست ضد النموذج الأمريكي ولكنها ضد أمريكا ؟!

جريدة ماوراء الحدث عدد 17  ل 25/2/11   



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق