عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

السبت، 12 مارس 2011

نموذج يستحق التأمل في احتفاء العقل الغربي بأعلامه خمسون مفكرا أساسيا معاصرا.. من البنيوية إلى ما بعد الحداثة


"إنْ كنتَ لا تميّز بين دولوز  وديريدا أو بين باتاي وبورديو، أو بين لاكان  وليوتار أو إنْ كنت لا تزال، فعلياً، متشبّثاً ببنيامين، وموس وأدورنو وسوسور، وهم الذين تعرفهم جميعاً، فإن هذا الكتاب هو كتابك الذي يساعدك على التمييز بينهم".
هكذا علّقت صحيفة "الغارديان" البريطانية على ثنايا كتاب أشبه بتحفة معرفية، يحمل عنوان: "خمسون مفكرا أساسياً معاصرا.. من البنيوية إلى ما بعد الحداثة"، وألفه الباحث الأسترالي جون ليشته، من باب تأمل الدلالات الصادمة، يكفي أن يكون المؤلف مقيما في أستراليا، هناك في أقصى المعمور، بالنسبة إلينا وبالنسبة لأهل القارة العجوز، ويُحرر كتابا نوعيا من هذه الطينة، والتي، لا حاجة لنا للتذكير بأن مقابلها في مجالنا التداولي الإسلامي العربي، ومعه مجالنا التداولي الإسلامي المغربي، تكاد تكون نادرة أو شبه متواضعة.
أما الباحث كيث آنسِلْ- بيرسون، من جامعة ووروِك الأمريكية فيرى بدوره أن "هذا الكتاب، ممتاز وبصورة استثنائية، فهو إنجازٌ مدهشٌ ومرجعٌ بارز ويشتمل على أبوابٍ بحثية ونقدية شفّافة، وقويّة، وممتلئةً بالحياة"، فهل من مزيد!
والكتاب ببساطة ـ والخالق عز وجل يشهد أن الأمر ليس كذلك ـ يشمل خمسون مفكراً أساسياً معاصراً أهم الشخصيات التي أثّرت في فكر ما بعد الحرب. إنه مرشد القارىء في رحلته عبر البنيوية، والسيميائية، وما بعد الماركسية، وسجلات التاريخ إلى الحداثة وما بعد الحداثة. وهو بما يقدمه من سِيَر شاملة ومعلومات عن المصادر، يوفّر مرجعاً حيوياً لكل من يريد أن يفهم التاريخ الفكري في الخمسين سنة الأخيرة.
نقرأ في مقدمة الكتاب،: "‬أنا ـ والحديث لجون ليتشه ـ أقدم للقارئ نظرة عامة لأعمال كل مفكر،‮ ‬مضافاً‮ ‬إليها معلومات عن حياته،‮ ‬أحياناً‮ ‬بشيء من التفصيل،‮ ‬وبصورة خاصة من حيث علاقته بتلك الناحية الفكرية التي‮ ‬أوحت بها البنيوية‮. ‬وكثيراً‮ ‬ما أتجاذب مع تلك الأفكار"، معترفا بأن مهمته لم تكن باليسيرة،من منطلق أنه كان مجبراً‮ ‬على اختيار خمسين مفكراً‮ ‬معاصرا،‮ "‬حيث إنك تجد الناس‮ ‬يتحدثون بلسان أفلاطون أو هوبز أو سارتر من دون أن‮ ‬يدروا"،‮ ‬من هنا كان عليه أن‮ ‬ينتقي‮ "‬مفكرين لا‮ ‬يزال بعضهم‮ ‬غير معروف بشكل واسع،‮ ‬ولكنهم في‮ ‬طريقهم إلى الشهرة".
ويركز جون ليتشه في هذا الكتاب يركز على أمرين: تطور النظرية البنيوية والمفكرين الأساسيين المعارضين لها. إن هذا الكتاب يعتبر، بالنسبة إلى القارئ المتخصص كم إلى القارئ غير المتخصص، مرجعاً لا غنى عنه يتناول أهم ثورة فكرية في هذا القرن، ففي كل من المداخل الخمسين، يقوم جون ليشته بتسليط الضوء على الأفكار المعقدة بوضوح فريد من نوعه، كما أنه يزود القارئ بمعلومات شاملة عن المراجع والمقترحات للاستزادة من كل موضوع.
انطلاقاً من أوائل البنيوية يأخذنا كتاب خمسون مفكراً أساسياً معاصراً في رحلة عبر ما بعد البنيوية فالسيميوطيقا أو نظرية العلامات في اللغة، ومن ثم إلى ما بعد الماركسية فتاريخ الحوليات، وصولاً إلى الحداثة فما بعد الحداثة. ويشمل فصولاً عن باختين وفرويد وبورديو وتشومسكي ودريدا ولاكان وكريستيفا وسوسور وإيرايغاراي وكافكا من بين آخرين. ويتناول بالبحث شخصيات أدبية غيرت طريقة النظر إلى اللغة، هذا بالإضافة إلى فلاسفة ومنظرين في علم الاجتماع والتاريخ ومتخصصين في اللسانيات والشؤون النسوية.
سوف نتوقف عند بعض الأسماء التي جاءت في الكتاب:
غاستون باشلار‮  عالم من علماء المعرفة وفيلسوف من فلاسفة العلم والمنظرين للخيال‮. ‬أثّر في‮ ‬شخصيات رئيسية في‮ ‬الحركة البنيوية وما بعد البنيوية من جيل حقبة ما بعد الحرب‮. ‬ولد عام‮ ‬1884‮ ‬في‮ ‬فرنسا وتوفي‮ ‬في‮ ‬باريس‮ ‬1962‮ ‬مارس التعليم فدرس الفيزياء،‮ ‬ثم انكب بعد ذلك على الدراسة،‮ ‬ولكنه مال إلى الفلسفة،‮ ‬حيث حصل على الإجازة،‮ ‬ثم ناقش أطروحة الدكتوراه ونشرها عام‮ ‬1928‮ ‬تحت عنوان‮ »‬مقالة عن المعرفة التقريبية‮".‬
ميخائيل باختين ولد باختين عام‮ ‬1895‮ ‬وحصل على شهادة في‮ ‬الكلاسيكيات ودراسة النصوص وفقه اللغة من جامعة بتروغراد عام‮ ‬1918،‮ ‬ولأسباب سياسية في‮ ‬الغالب عاش حياته مغموراً‮ ‬بسبب العزلة التي‮ ‬فرضها على نفسه،‮ ‬شاغلاً‮ ‬منصب الأستاذية في‮ ‬كلية المعلمين التابعة لولاية موردوفيا النائية‮.‬ يعد باختين أحد أكبر المنظرين في‮ ‬الأدب في‮ ‬القرن العشرين،‮ ‬فالمدى التاريخي‮ ‬لكتاباته والظروف السياسية التي‮ ‬كتب فيها‮ (‬خصوصاً‮ ‬القمع السياسي‮ ‬في‮ ‬عهد ستالين‮) ‬جعلت منه فيلسوفاً‮ ‬اجتماعياً‮ ‬له قيمة‮.‬
جورج كانغيلام‮ ‬ ولد جورج كانغيلام عام‮ ‬1904‮ ‬في‮ ‬جنوب‮ ‬غرب فرنسا،‮ ‬حصل مع كل من سارتر ونيزان وآرون على شهادة الكفاءة التعليمية في‮ ‬الفلسفة من معهد المعلمين العالي‮. ‬وبعد إتمام دراسته في‮ ‬الفلسفة درس ونال شهادة في‮ ‬الطب ليتمكن من التدريس والبحث في‮ ‬مجال تاريخ الفلسفة والعلم‮.‬ بعد التدريس في‮ ‬الليسة في‮ ‬تولوز انتقل إلى التدريس في‮ ‬جامعة ستراسبورغ‮ ‬أثناء الحرب،‮ ‬حيث كونت محاضراته حول‮ (‬المعايير والسوي‮) ‬‬المادة الأساسية لأطروحة الدكتوراه في‮ ‬الطب،‮ ‬والتي‮ ‬ناقشها عام
جان كافاييس‮ ‬ كافاييس قدم للحياة وللوسط الفكري‮ ‬تركيبة فريدة من نوعها،‮ ‬اشتملت على الشجاعة الفائقة والطاقة الهائلة والشاعرية من جهة،‮ ‬ودقة بالغة وألمعية فلسفية من جهة ثانية‮. ‬في‮ ‬كتابه‮ »‬حول المنطق ونظرية العلم‮« ‬دعا إلى فلسفة مفاهيم لا إنسانوية،‮ ‬لتحل محل فلسفة الوعي،‮ ‬تلك الكلمات‮ ‬يجب أن‮ ‬ينظر إليها في‮ ‬ضوء التزامه بالمقاومة أثناء الاحتلال الألماني‮ ‬ومقتله لاحقاً‮ ‬برصاص فرقة إعدام نازية عام‮ ‬1944‮ ‬وكان عمره آنذاك‮ ‬41‮ ‬عاماً‮.‬
مارسيل موس‮ ‬ ولد عام‮ ‬1872‮ ‬في‮ ‬إبينال وتوفي‮ ‬عام‮ ‬1950‮ ‬في‮ ‬باريس وهو ابن اخت إميل دوركهام وأحد طلابه‮. ‬نشأ كخاله في‮ ‬محيط‮ ‬يهودي‮ ‬محافظ‮. ‬وفي‮ ‬عام‮ ‬1895‮ ‬كان ترتيبه الثالث في‮ ‬امتحان الكفاءة التعليمية في‮ ‬الفلسفة،‮ ‬بعد ذلك درس اليونانية واللاتينية والعبرية والفارسية في‮ ‬المدرسة التطبيقية للدراسات العليا‮.‬ شغلت نظرية موس حول‮ »‬الهبة وطبيعة التبادل في‮ ‬المجتمعات القديمة‮« ‬عدداً‮ ‬من المفكرين البنيويين مثل ليفي‮ ‬ستراوس وموس‮.‬
موريس مرلو‮ - بونتي، وقد ولد  ‬عام‮ ‬1908،‮ ‬حصل على شهادة الكفاءة التعليمية في‮ ‬الفلسفة من دار المعلمين العليا،‮ ‬وككثير من مفكري‮ ‬جيله حضر محاضرات كوجينف عن هيغل‮. ‬ارتبط بمجموعة مقاومة مستقلة اسمها‮ (‬الاشتراكية والحرية‮) ‬وهي‮ ‬المجموعة نفسها التي‮ ‬كان سارتر مرتبطاً‮ ‬بها،‮ ‬وفي‮ ‬عام‮ ‬1952‮ ‬كان أصغر مرشح‮ ‬يتم انتخابه لكرسي‮ ‬الأستاذية في‮ ‬الفلسفة في‮ ‬كوليج دي‮ ‬فرانس،‮ ‬وبقي‮ ‬في‮ ‬هذا المنصب حتى وفاته في‮ ‬أيار‮/ ‬مايو من العام
بيار بورديوولد في‮ ‬دنفان في‮ ‬جنوب فرنسا عام‮ ‬1930،‮ ‬التحق بالمدرسة الباريسية المرموقة‮ »‬لوي‮ ‬غراند‮« ‬وأنهى دراسته لشهادة الكفاءة التعليمية في‮ ‬الفلسفة في‮ ‬دار المعلمين العليا‮. ‬وكجزء من خدمته العسكرية قام بالتدريس في‮ ‬الجزائر وهكذا خبر الاستعمار الفرنسي‮. ‬هذه الخبرة أثرت عليه وشكلت تفكيره،‮ ‬والجهد الذي‮ ‬بذله ليفهمها وضعه على طريق الأنتربولوجيا وعلم الاجتماع‮. ‬درس الفلسفة في‮ ‬السوربون،‮ ‬وأصبح مدير الدراسات في‮ ‬كلية الدراسات العليا ومدير قسم علم الاجتماع الأوروبي‮. ‬وانتخب لإشغال كرسي‮ ‬الأستاذية في‮ ‬علم الاجتماع في‮ »‬الكلية الفرنسية‮« ‬عام‮ ‬1982‭.‬ ‬ ‮ ‬
نعوم تشومسكيمساهمة نعوم تشومسكي‮ ‬في‮ ‬اللسانيات والفكر المعاصر‮ ‬يمكن النظر إليها من ثلاث زوايا:
‬1‮- ‬
نقل التأكيد في‮ ‬اللسانيات من المستوى الاستقرائي،‮ ‬إلى المستوى المثالي‮ ‬المتعلق بالكفاءة والمقدرة وهو المستوى الذي‮ ‬يفتح المجال أمام الإبداع في‮ ‬اللغة‮.
‬2‮- ‬
قام بإعادة النظر في‮ ‬تعلم اللغة مجادلاً‮ ‬بأن الكفاءة اللغوية لا تكتب بصورة استقرائية من خلال التعلم الشرطي‮ ‬القائم على فكرة المنبه‮ - ‬الإستجابة الذي‮ ‬يعتمده السلوكيون‮. ‬
3‮- ‬
التمييز بين الكفاءة والأداء؛ جرى استخدامه كاستعارة في‮ ‬الدراسات البنيوية في‮ ‬حقول أخرى مثل الفلسفة وعلم الاجتماع‮. ‬تشومسكي‮ ‬مفكر ليبرالي‮ - ‬يساري‮ ‬صريح عارض بشدة تورط الولايات المتحدة في‮ ‬حرب فييتنام‮. ‬ولد في‮ ‬فيلادلفيا عام‮ ‬1928‮ ‬درس الرياضيات والفلسفة واللسانيات في‮ ‬جامعة بنسلفانيا‮.
جورج دوميزيل ولد هذا المفكر في‮ ‬باريس عام‮ ‬1898،‮ ‬ابتدأ اهتمامه بالأساطير من خلال قراءاته للأساطير اليونانية‮. ‬عندما كان طفلاً‮ ‬قرأ حكايات بيرووبدأ حياته كمدرس،‮ ‬لكنه لم‮ ‬يتحمل أعباء هذه المهنة فتفرغ‮ ‬لتحضير أطروحته لشهادة الدكتوراه وكانت بعنوان‮ »‬وليمة الخلود‮: ‬دراسة في‮ ‬الميثولوجيا الهندو‮ - ‬أوروبية المقارنة‮«. ‬توفي‮ ‬عام
رومان جاكوبسون‮ ‬ ولد في‮ ‬موسكو عام‮ ‬1896،‮ ‬من أهم علماء اللغة في‮ ‬القرن العشرين ومن أكبر مؤيدي‮ ‬التوجه البنيوي‮ ‬في‮ ‬اللغة،‮ ‬بسبب تأكيده على النظر إلى نمط الأصوات في‮ ‬اللغة باعتباره علائقياً‮ ‬من حيث الأساس‮. ‬في‮ ‬مقالاته الكثيرة‮ (‬حوالى‮ ‬500‮ ‬مقالة‮) ‬والتي‮ ‬تتناول الشعر وعلم الأصوات الكلامية واللغات السلافية والحكايات التراثية واكتساب اللغة ونظرية المعرفة وتاريخ اللسانيات،‮ ‬يحاول جاكوبسون بعزيمة لا تعرف الفتور أن‮ ‬يوضح‮ »‬المستويات المختلفة للبنية اللغوية‮« ‬من خلال استنباط متماسك وتحديد دقيق للثوابت العلائقية من بين العديد من المتغييرات‮.‬
كريستيان متز ولد في‮ ‬فرنسا عام‮ ‬1931‮ ‬توفي‮ ‬بطريقة مأسوية عام‮ ‬1993‮. ‬مهد هذا المفكر السبيل في‮ ‬الستينات لتأسيس نظرية الفيلم باعتبارها حقلاً‮ ‬فكرياً‮ ‬جديداً‮. ‬فالمقالات التي‮ ‬كتبها في‮ ‬كتابه‮ (‬مقالات حول مغزى وأهمية السينما‮) ‬مهدت السبيل لتأسيس قسم الدراسات السينمائية في‮ ‬جامعة باريس الثامنة‮. ‬رأى متز أن شفافية الفيلم ترتبط ارتباطاً‮ ‬وثيقاً‮ ‬بواقعيته أو التشبه بالواقع لا لأن الفيلم أكثر واقعية من المسرح،‮ ‬بل على العكس من ذلك،‮ ‬فالممثلون على خشبة المسرح‮ ‬يشكلون وجوداً‮ ‬واقعياً‮ ‬بالنسبة إلى المتفرج مقارنة بالصورة في‮ ‬الفيلم‮.‬
ميشال سير‮ ‬ ولد عام‮ ‬1930‮ ‬في‮ ‬فرنسا التحق بكلية بحرية ثم دخل بعد ذلك إلى كلية التربية وتابع تحصيله العلمي‮ ‬ليحصل على شهادة التأهيل في‮ ‬الفلسفة فشهادة الدكتوراه‮. ‬شغل منصب الأستاذية في‮ ‬جامعة السوربون في‮ ‬موضوع‮ »‬تاريخ العلم‮« ‬حيث لا زال‮ ‬يدرس حتى الآن‮. ‬جهود سير تركزت حول رسم الطريقة التي‮ ‬تتداخل فيها ميادين المعرفة المختلفة‮. ‬لقد عهد سير إلى نفسه مهمة‮ - ‬كونه وسيلة للتواصل بين العلوم والآداب‮ - ‬أن‮ ‬يمثل دور الإله هرمز في‮ ‬مجال البحث العصري‮ (‬هرمز هو رسول الآلهة عند الاغريق‮).
فرناند بروديل ويعتبر مؤسس الدورية التاريخية‮ (الحوليات‮) ‬في‮ ‬نسخة ما بعد الحرب‮. ‬اتجه نحو البعد المكاني‮ ‬وجاء بفكرة الزمان باعتباره في‮ ‬صيغة الجمع،‮ ‬وهو مفهوم أثارته فكرة المدى الطويل،‮ ‬ففتح باب التاريخ أمام المكان هو إعطاؤه جانباً‮ ‬بنيوياً‮ ‬على‮ ‬يدي‮ ‬بروديل،‮ ‬ذلك الجانب ليس متاحاً‮ ‬بصورة مباشرة لوعي‮ ‬الفاعلين التاريخيين‮. ‬فإذا كان التاريخ هو أفعال الرجال في‮ ‬الماضي،‮ ‬فإن بروديل أضاف إلى التاريخ صفة أخرى،‮ ‬فهو نتيجة للآثار البطيئة‮ ‬غير المحسوسة في‮ ‬كثير من الاحيان‮.‬
جورج باتايولد في‮ ‬مدينة بيون في‮ ‬فرنسا عام‮ ‬1897‮ ‬استقى من طفولته صوراً‮ ‬مرعبة استخدمها في‮ ‬كتابته الخيالية،‮ ‬فوالده فقد بصره عندما كان هو في‮ ‬الثالثة من عمره،‮ ‬وهناك ذكرى لبياض عيني‮ ‬والده وهما مفتوحتان باتساع‮. ‬إن الرعب الذي‮ ‬يبرز كثيراً‮ ‬في‮ ‬قصص باتاي‮ ‬الخيالية‮ ‬يعود بجذوره إلى ذكريات الطفولة المتعلقة بموت والده البطيء والمؤلم وإلى جنون والدته أيضاً‮. ‬كتابة باتاي‮ ‬الخيالية والعلمية كثيراً‮ ‬ما تركز على الرعب والفحش‮. ‬ففي‮ ‬كتابه‮ »‬الشبق‮« ‬يشير إلى أن المثير للشهوة الجنسية هو في‮ ‬الأساس انتهاك النفس الطاهرة ويرتبط بصورة لا واعية بالموت‮.‬ 

الرباط. ما وراء الحدث



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق