عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الجمعة، 6 مايو 2011

درس مملكة؟!


درس مملكة؟!

البحرين مملكة أرادت الإصلاح والحوار، ثم انقلبت على شعبها في أكبر عملية تزويرإعلامي وتدخل إقليمي لا يعرف مصيره أحد إلى اليوم...
الملك فيها يخاف المستقبل، بعض خدامه يطلبون الانتقام، و آخرون يطالبون بحل "الوفاق" ، وتأتي  النصيحة من طارق الحميد رئيس تحرير الشرق الأوسط الممولة من أمراء السعودية، ليقول : لا بد من تعميق مفهوم المواطنة ووضع قوانين إعلامية واضحة تجرم بث الفرقة والنعرات.... والمصلحون لا يريدون أكثر مما طلب، ونحن لا نرى مواطنة كاملة دون ديموقراطية كاملة يختار فيها الشعب حكومته، ولم يطالب شعب البحرين بغير إسقاط حكومة حكم بها وزير مدة حكم القذافي لليبيا؟!
السلم الأهلي اليوم لا يؤسس نفسه إلا على الحرية والمسؤولية ،ولأن مفهوم المسؤولية مشوش في عالم الملوك والرؤساء رأينا أن الحرية لا تأتي إلى عبر الشارع المتحرك في سوريا لإسقاط آخر جمهورية وراثية بعد أن سقط التوريث في تونس ومصر واليمن، وليبيا... العرب  يرفضون تحويل جمهورياتهم إلى ملكيات، ويرفضون في الملكيات أن تكون أو تبقى مطلقة. فحلم المتظاهرين من المنامة إلى الرباط: الدستور المواطناتي، ودخول عصر المواطن كي يكون سيد وطنه وسيد به وطنه.
تجربة البحرين تكشف خطورة كبيرة: المعارضة تحافظ على سلميتها، ولا تريد أن تقرر ما قرره الليبيون أو الحوثيون والأمر سهل وإيران يمكن أن تمول وتدرب، لكن حصافة المعارضين أن يكونوا سلميين، وغير طائفين. وقد حولت الرياض المعركة إلى سنة وشيعة ومن رفع الطائفية عليه أن يذهب عن كرسي الحكم.
عندما تتمسك المعارضة بسلميتها، تكون قد ربحت الرهان. وهي بذلك تحافظ على الملكية أكثر ممن يدعون حبهم للملك البحريني.
المؤمل اليوم أن يعود الحوار بين الشارع والملك، وقد ثبت أن مظلومية المعارضة شديدة وهي تكظم غيظها. وما ذلك بعزيز على البحريني السني الذي صوت للوفاق، ولا على الشيعي الذي لم يرغب في أي علاقة مع إيران.
نتمنى في المغرب أن يتواصل الشارع والملك، وأن يخطو الجميع خطوات عقلانية نحو المستقبل. وألا تنزلق تحت أي مبرر موجة الديموقراطية في بلدنا إلى أي عامل آخر سوى المواطنة الواحدة للشعب الواحد على الأرض الواحدة.
الحوار تأزم لاستحضار العامل الطائفي بهدف ضرب الموجة الديموقراطية. لقد رأينا "منار" حزب الله  تدعم الأسد ضد شعبه، ولا تريد دعم الآخرين لملك البحرين ضد شعبه.
الدعوة إلى الديموقراطية تحتاج إلى ضمير. كيف لإيران التي تدعم الثورات العربية أن ترفضها في بلدها، وفي سوريا، وكيف لآخرين أن يرفضوها هنا ويقبلوها هناك. هذه الشيزوفرينيا باسم المذهب أو الطائفة أو أي قومية معنية نكسة و خسفة وكسفة. المقاومة سقطت عندما لم تقاوم هذه الازدواجية؟! والتدين الوهابي او الشيعي الإمامي عندما قبل مظلمة أخيه ورفض مظلمة ابن عمه. والعدل  عقل، والعقل عدل في أساسه وجوهره.
الحركة الديموقراطية يجب أن تؤمن بعدل الله وقيم الأمة والعصر لإنجاح رهانات الأمة إلى الحرية. لم يطلب عمر إلا أن نكون أحراراََ، وقد ولدتنا أمهاتنا أحراراََ، ولم يرد علي والحسين سوى ن نكون أحراراََ، وقد تركنا رسول الله أحراراََ من الملك العاض الكاتم عن النفس والموصوف بصفات الجاهلية. الحرية من الميلاد إلى القبر مطلب كل من عبد الله الذي أعطانا حرية أن نكفر به، وأعطى الشيطان حريته إلى قيام الساعة. تلك الحرية التي آمن بها الإنسان من خطيئته الأولى لأنه اختار فاختار إلى يوم الدين.
الحرية يجهلها الأولون والآخرون و لن يجهلها السابقون و اللاحقون، فجعلها الرب تطابق الدين في مواجهة الطاغوت. الله يعطي الحرية والطاغوت البشري يحرمها منه. فلا طاغوت في الدين ولا إكراه. فالدين حرية وذلك إبداع الله في خلقه، ورُؤيته إلى الناس سواء، إلى أن ياتي حسابه!
 الحرية هي ما يملكه الإنسان، وبها تكون إنسانيته، فلم إسقاط إنسانيتنا أمام بشر مثلنا يأكلون الطعام ويخرجون نفس قذراتنا؟!

القلم المعاكس عدد 25 ل 22 ابريل 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق