عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الجمعة، 6 مايو 2011

صفقة السعودية واسرائيل من دمشق إلى الرباط


صفقة السعودية واسرائيل
من دمشق إلى الرباط

إسرائيل والسعودية يجتمعان ضد الثورات العربية التي وصلت حدود السعودية من اليمن، وحدود إسرائيل من سوريا.الدولتان خائفتان إلى حد بعيد من معالم شرق أوسط ينتقل فيه التطرف إلى الشوارع. النسيج نفسه فلم لا تكون الصفقة نفسها؟
إسرائيل والسعودية تخافان إيران وتحاربان الثورات العربية، دينا وعقيدة ومصلحة.اللغة بين الرياض وتل أبيب مستقيمة وممكنة على أن تقبل تل أبيب بالمبادرة العربية ، ويذهب شيمون بيريز إلى المغرب آخر القلاع بعد سقوط القاهرة لإعلان السلام مع الملك عبد الله في قصره بالدار البيضاء.
ملك الرياض الذي اشتهر بالليبرالية والاصلاح والقومية طلق الكل أخيرا ودخل البحرين ليحارب إيران، ويجتمع مع طهران إلى جانب بشار الأسد لضرب وإخماد الثورة في سوريا. إسرائيل تقول في تقرير إلى نتنياهو : سقوط الأسد أخطر من سقوط مبارك. السعودية وإيران وإسرائيل تتحالف في نقطة واحدة، ومن السخرية أن تجد أكبر زعيم للعالم السني وأول جمهورية للشيعة في العالم الاسلامي وأول دولة يهودية متصالحين جميعا في شوارع دمشق. إسرائيل ساهمت في تحويل جمهورية إلى مملكة، وفشلت في نقل آل مبارك ليكونوا على العرش، فصاروا في السجون.
الصفقة التي يدعو لها واقع الحال : أن تعترف إسرائيل كليا وعمليا باقتراح أو مبادرة الملك عبد الله  والتي دعيت في بيروت : المبادرة العربية ، وتعترف السعودية بإسرائيل حسب بنود المبادرة، لأن مرض الملك السعودي يعني المرض الذي يحيط آخر الأنظمة غير الثورية في العالم العربي، وموته يعني موت المبادرة التي يكنسها العرب وهم ينظفون شوارعهم من مبارك إلى بن علي .
لا ندري هل تحمي السعودية مملكة المغرب كحمايتها لمملكة البحرين، فتجعلها من الأمن الجديد الذي تديره الرياض وبتواطؤ تفرضه المصالح التي لا تتميز من دمشق إلى الرباط. سقوط محور دول الاعتدال في مقابل محور المقاومة الشعبية والثورة الديمقراطية، فرض على باقي العواصم الاعتراف فيما بينها من خلال إدارة سلام تديره إسرائيل من انسحابها من الضفة ليتمكن الجميع من إعلان المبادرة العربية نجاحا لدول وشرق أوسط تتميز فيه إسرائيل والعالم العربي بنفس المنظور والأهداف.
امتياز إسرائيل باسم الديمقراطية أنتهى إلى الأبد، وامتيازها ممكن عبر السلام وتطبيق الشرعية الدولية على كل الأراضي المحتلة في 1967 وكل المنطقة، وإلا فإن الخيار الواحد هو فوضى القاعدة، من باب المندب إلى المتوسط، ومن لقاء البحر الأحمر بالمحيط الهندي (8 في المئة من التجارة الكونية تمر فيه و عبره 22 ألف سفينة) إلى لقاء المتوسط وتركيا.
أمن الخليج و أمن إسرائيل متقاطعان من إيران إلى الرباط التي قطعت علاقتها الدبلوماسية من أجل البحرين ونصرة لسياسة الرياض، هذا الأمن ممتد من  هرمز إلى ممر جبل طارق، وعبر باب المندب والسويس و يشكل  كتلة واحدة. الحسن الثاني أرسل جنوده لحرب أكتوبر، ومن قناة السويس وتلة الشيخ سعيد على باب المندب وقعت إسرائيل في حصار بحري. فالخوف من توحد الثورتين اليمنية والمصرية، وقد خسرت السعودية مليار دولار في وقت سابق كي لا تنجح الثورة في خصريها فترة الحرب الباردة، وحاليا تدافع كي لا ينجح تطويق الديمقراطية للمملكة الوهابية، أو اتساع الملكيات الدستورية.
اليوم تحالف الجغرافيا والمصالح يشكل محرار أخر للسلام ،لأن المهم أن تكون نتيجة إيجابية في الزلزال الديمقراطي الذي نعيشه قادما من الغرب، وعلينا تشجيع الديمقراطية لأن حرب الديكتاتوريات والقاعدة لم تصنع سلاما ، بل زاد من خوف الاسرائيليين و الديمقراطية تخيف الدولة الاسرائيلية ، وعلى يهود العالم أن يفكروا في تجاوز الخوف المركب في نفسية الاسرائيليين و إ سرائيل.
القلق يتطور إن حكم التطرف الشيعي هرمز، وحكم التطرف السني باب المندب والسويس. والأزمة لا تتعلق باسعار النفط، وقد خسرت إسرائيل الغاز في السويس، و مصالح الاستيطان دائمة ومستقرة.
في هذه القراءة  نجد أن الديمقراطية رغم ثمنها الضعيف في الشرق الأوسط تجد من يشوهها في تل أبيب. والاستقرار الوهمي الذي صنعته إسرائيل الاحتلالية في تحالفها مع الديكتاتوريات يجب أن ينتقل إلى إسرائيل ديمقراطية  مع ديمقراطيات عربية. التحالف الأول فشل إلا إن تحرك نتنياهو سريعا إلى السعودية، والتحالف البديل ستقوده الولايات المتحدة إلى جانب كل الديمقراطية لشفط دهن الضفة الغربية من بطن إسرائيل فيرتاح الجميع لرشاقة القانون. من المتوقع أن تكون سيطرة الشعوب على الأنظمة، والشعب اليهودي عليه أن يجد كل الوسائل ليعيش في محيطه، كما بدأ العرب يعيشون عصرهم. هذا الانتقال صعب لأنه يقتل الاستيطان الذي برر نفسه على أساس التوراة، ويقتل القاعدة التي بررت وجودها باسم القرءان و الحرمان. وحاليا لاشئ  يجب أن يبرر التحولات بقدر التوجه إلى السلام . لانه هدف رسالة الشرق الجديدة من رسالاته الكثيرة منذ ابراهيم! 

جون فنهارت ماوراء الحدث عدد 25 ل 22 ابريل 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق