عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الجمعة، 6 مايو 2011

بين التجربة العربية (الثائرة) والكوبية في الاصلاح الجيوش مختبرات التحول من خلال تقارير THE ECONOMIST البريطانية


في تونس يخوض الجيش "ثورة الى جانب ثورة الشارع"،والجيش المصري يقود ثورة 25 يناير،ويذبح المرتزقة ليبيا لانها من غير "جيش"  ويسيطر الجيشان المغربي والجزائري على الدولة ،لذلك شارعهما ليس قويا بما فيه الكفاية،فالملك يدعو الى الصلاح وهو يقود الجيش،وبوتفليقة يرفع الطوارئ  باسم الجيش ولصالحه،وفي سوريا الجيش يدعم بشار الاسد وفي اليمن الجيش ينقسم فينقسم معه الشارع،هذه قراءة "ماوراء الحدث"  لكن  THE ECONOMIST  البريطانية تعلن مباشرة أن الجيوش كمختبرات تحول في كوبا قبل العالم العربي إننا أمام ثورة من ثورة أو ثورة داخل الثورة  كنمودج مصر :ثورة 25 يناير 2011 داخل ثورة 1952.وكوبا تجد في ثورتها الهادئة من داخل قورة كاسترو طريقا الى الاصلاح. الجيش يقود ولا ينفتح إلى الصحافة،لاصحافي إلى الآن استطاع ان يعرف ما يريد الجيش في كوبا.كل الخطوط مغلقة ،وبأدب شديد يجيبونك (نتمنى لقائكم لكن هذا الامر صعب ).هذه الكلمة تتردد على لسان عسكريين لكل صحافي اراد ان يخترق الجدار الصامت للقوات المسلحة.ليس الامر متعلقا بالصمت،بل بالقرار الصامت الذي يحيط به وزير الدفاع الكوبي من 1959 الى 2006 الجنرال راؤول كاسترو وأخ فيديل.هل قرأ الكوبيون تحولات الثورة العربية وادارو ثوراتهم الجديدة مع الحفاظ على مصالحهم القديمة. الامر صعب وحقيقي حتى بداية 1990 كوبااعتمدت على الاتحاد السوفياتي في كل ما يتعلق بالمعدات والبذل العسكرية.وفي لحظة اراد الجيش ان يخلق تمويلا ذاتيا كما في مصر دخل في استثمارات :إدارة فنادق وفي السياحة والصناعة والعقار والابناك وانتاج السيغار وكراء السيارات.
لقد تأخر عسكريا وتقدم ماليا! 300 ألف مجند في بداية الستينات تحولت الى 45 ألف في بداية الالفية (2000) وورد في مقال THE ECONOMIST  المعنون  PAYMGSTER GENERALS و الصادر في 13 دجنبر 2001،حيث يمارس الجيش تأثيره الاقتصادي والسياسي  ، راؤول عوض تقريبا كل الوزراء الذين عينهم أخوه الاكبر ،عاملا على ادارة البلاد من خلال ضباط قدامى أو عسكريين .حذرا في السياسة الخارجية الى حد لم يرغب فيه باعطاء موقف واضح في الثورات العربية او مجزرة القدافي قام راؤول بتحالف سياسي مع تشافيز،وتكاد  مواقف فنزويلا تكون مواقف كوبا.هل الامر متعلق بثورة امريكو لاثينية موحدة؟ على نفس موقف الثورات العربية كما اوضحها ميدان التحرير في الجمعة الاخير.ليست الجيوش من توحد ثوراتها الجديدة ذات الطابع الشعبي مع ثورات قديمة ، بل الشعوب تستدعي الجيوش لإدارة المرحلة الانتقالية؟انه تحالف جديد يستدعي اتحادا ما دون لقب السوفيات وبلقب الثورات الجديدة في امريكا اللاتنية والعالم العربي ،وقد كان الطرفان الجزء القوي من معادلة التحول الى كتلة عدم الانحياز،وقبلها في خلق خارطة طريق واحدة تحالفت مع الاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة .حيث كانت الثورات نقطة توازن قبل ان تكون شيئا آخر.
هل نعيش عصر تبعية الثورات لبعضها البعض ؟ثورة ديمقراطية في العالم العربي ،وأخرى في أمريكا اللاتنية تطمح  لركوب ثورة الاقتصادات الجديدة في البرازيل؟التحول صنع نفسه وتدخلت الجيوش لتديره ،بعيدا عن الايديولوجيا وباتجاه التقدم الاقتصادي كما في الصين وروسيا،وباتجاه "ثورة مركبة سياسية واقتصادية" في العالم العربي .الثورة بلا ايديولرجيا وبرغبة جامحة نحو التقدم.الجيش نفسه يريد التكنولوجيا والمدنيون يحرصون على التقدم .إنها صورة من حلم عسكري ومدني ثوري وغير ايديولوجي،هل يمكن قبول الصورة كاملة.
في هذه الفترة الانتقالية لارقم احصائي مضبوط،الدولة  لا ترغب في كشف الازمة بأرقامها  ترغب في ان يكون الجميع قويا،والثقة بالنفس عالية لإنجاح كل الاهداف.كوبا جزء من هذه السياسة،حيث وزارة الدفاع الكوبية (مينغار) لا تكشف عن ارقام،وهي تدير 50 بالمئة من اقتصاد البلد؟!
مقال آخر ل (اكونوميست) ل 3 غشت 2006 والمعنون FADING AWAY :الذوبان البعيد ، كشف أن عماد الرأسمالية الكوبية هو الجيش،والقوات المسلحة "مختبر واقعي وذكي وقوي لتحديث المجتمع" في 29 يناير 2011 افتتاحية GRAMMA تحدثت عن البيروقراطية .هل الجيش ضد البيروقراطية أم هو جزء منها؟ الواقع في مصر أكد أن القوات المسلحة رفضت ديكتاتورية البيروقراطية في وقت اعتبر فيه الكثير أن صمت الجيش جزدا لا يتجزأ من تواطئه مع البيروقراطية الادارية. حاليا رفض نخبة حديثة من الجيش أن يكون امتدادا لهذه البيروقراطية تحول آو ثورة في مقابل أو في تواطؤ مع ثورة الشعب ،الكوبيون يقولون: إن  أملنا الكبير أن تجد قواتنا الحل كي تنهض مع المجتمع ،وفي مصر الثورة تدار من الجيش والشارع لانجاح مشروع التحول.فهل يمكن ان نعتبر أن موجة الجيوش الداعمة للديمقراطية والنمو جزء من العصر والانتقال؟!                      

ماوراء الحدث ص 4 عدد 24 ل 15 ابريل 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق