عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الجمعة، 6 مايو 2011

بول وولفويتز : هل إصلاحات الملك تعلن المغرب الحقيقي ؟


مهندس اسقاط صدام حسين و الداعي لاسقاط القذافي بالقوة الأمريكية
بول وولفويتز : هل إصلاحات الملك تعلن المغرب الحقيقي ؟

بول وولفويتز يكشف في قراءته، كجمهوري، و كأحد مهندسي السياسة الدفاعية في إدارة بوش، أن (ليبيا الحقيقة هي التي سترونها بعد القذافي ) و أن التدخل لتنحيته كصدام حسين يعتبر من الأمن الجديد للمغرب العربي، و أمن المتوسط . ومن أهم خلاصات حضوره في مائدة معهد ( إنترايز ) أن تونس جديدة و بالتالي (ليبيا حقيقية ) تظهر، و جزائر ما بعد الإصلاحات لا تزال غامضة و مغرب إصلاحات الملك هل ستعلن مغربا حقيقيا ؟
إن الأمر متعلق بشكل كبير بظهور (دول حقيقية) فهل ظهور أنظمة حقيقية سبيل للوصول إلى هذا الهدف.
ليبيا التي رفعت علم الاستقلال في ظل الملكية لا تجد نموذجا -ملكيا - دستوريا ناجحا في العالم العربي يمكن أن تتبعه. و لا يزال ممكنا في خطة بول وولفويتز أن تتدخل أمريكا بقوتها العسكرية لإسقاط القذافي وتعلن نموذجا ملكيا دستوريا يجمع القبائل و العشائر الليبية، وتكون ديمقراطية الجمهورية في العراق و نموذج الملكية الديمقراطية في ليبيا، لتواجد وعود كثيرة للإصلاح في الأردن و المغرب لم تصل إلى نهايات واضحة.
التحول في ظل الثورات الجديدة يكشف عن وصول الأمريكيين إلى قناعة تقول بضرورة الوصول إلى (دول حقيقية ) تستجيب لعمقها، وإن رأينا بعض التطرف في قراءتها للمصالح الخاصة بها. الديكتاتورية تعطي أكثر أو تحارب أكثر مصالحنا، على أن الأنظمة الديمقراطية تريد المشاركة، و ترغب في أن تخدم أهدافها إلى جانب الأهداف الأمريكية.
سؤال حول الغموض الذي يكتنف المغرب العربي : ليبيا في مسار ثوري ، والجزائر و المغرب في مسارات إصلاحية تحاول أن تظهر إلى العالم أنها عميقة عندما اختارت الدستور نقطة انطلاق لمساعيها نحو التغيير ( الذي تدعوه ثوريا أو على الأقل جوهريا ).
هذه النفعية السياسية التي تظهر على الأنظمة، تقابلها نفعية مماثلة من طرف الجانب الثوري و شباب الثورة و المتعاطفين معها - حسب مقال دانا مليبانك في الواشنطن بوست -.
أحمد الجلبي في العراق هو أحمد عجالي في أمريكا، وقد تحول من الدفاع على معمر القذافي إلى الثورة عليه.
عجالي حسب المقال دائما انتقل إلى أنتر برايز للدفاع عن  ( ضرورة الاعتراف بالمعارضة الليبية و تسليحها ). أوباما لا يريد أن يكرر لعبة بوش، و لا يرغب في أن يشبه أحد القذافي بصدام حسين. على الشعب  الليبي أن يذهب إلى هدفه، لا أن يتفقوا ضد القذافي و يختلفوا على أمريكا، كما حدث تماما في العراق.
على الأنظمة أن تقدم الاصلاحات ( الضرورية و المقبولة لشعوبها ) والحفاظ على سلمية أي تحرك ضد رئيس معين أو نظام معين أو نظام ديكتاتوري هو ما يجب أن يعترف به التاريخ لأمريكا في هذه المرحلة.
" ليبيا بعد اليمن " كلمة لأوباما لإيصال الشارع إلى أهدافه، من الخطر تقول أولبرايت : أن يبقى الشباب في الشوارع إلى الأبد.
إنها نهاية شتاء طويل لربيع يجب أن يكون طويلا، لكن الميلاد إن تعسر يجب أن نساعده بما يناسب من تدخل جراحي كما يحدث في ليبيا.
البرادعي يخاف في مصر من دولة مفككة، وهي مفككة قبل ميلاد ليبيا حقيقية، و المغرب يعاني من تفكيك مركزيته لإعادة بناء الدولة الحديثة الواحدة. و تثير الرباط سؤالا محوريا : أطلق المغرب أكثر من دعوة للإصلاح، ويتأخر عن موعده.و يطرح حاليا دستورا جديدا سيكون مفاجئا في كلا الحالتين : إما لإنتاج مغرب حقيقي أو لإعادة إنتاج نظام حقيقي. الإصلاح لديه ترتيبات دولية، لأن الداخل الثائر ضد الدستور وفي الشوارع يعارضه رأي يحاول أن يقود ثورة مضادة عبر الأحزاب. فحركة 20 فبراير لم تستطع أن تخلق دينميتها الخاصة فتتجاوز الأحزاب و الجمعيات. فشلها أنها لم تصبح " حركة شعبية " و الملكية مضطرة أن تكون " شعبية " لتكون بديلا وقوة لإدارة البديل بنفسها.
الإحباط من الأحزاب شعور واقعي، لكن إما أن تذهب الأحزاب إلى جانبها أو جانب حركة الشارع. الخيار صعب في ظل موازين القوى الغامض. مانراه غير ثوري اليوم قد يصبح كذلك غدا بعد إلتحاق ليبيا وسوريا بالركب.
اقتراح وولفويتز واضح : التدخل الأمريكي إلى جانب الثورات. 2011 ليس 2013 ، و الموقف الغامض من الديمقراطية ينجح بدعم الشارع العربي. أوباما يريد السلام و الديمقراطية في الشرق الأوسط من دون ثمن يدفعه أمريكي واحد. لقد اختار العرب  أن يتدخلوا : قطر في ليبيا، السعودية في البحرين، وربما لبنان في سوريا ... هل الثورات قد تعلن جانبا آخر لتحوبل العالم العربي إلى قومية ديمقراطية جديدة في دول مختلفة. التدخل العربي عميق وبديل للتدخل الأمريكي. هذا ما يشجعه أوباما. لكن بول وولفويتز يعتقد بالتدخل الأمريكي إلى جانب الإصلاحات التي تقودها الأنظمة إن لم ترغب في تدخلها إلى جانب الشعوب .

ماوراء الحدث عدد 25 ص 11 ل 22 ابريل 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق