عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الجمعة، 6 مايو 2011

البوليزاريو ليست في جيب الجزائر؟!


بوتفليقة وحده استطاع بعد الحرب الاهلية في بلده  أن يمثل خيار (صفر-حرب) في كل المنطقة ،لا يرغب في فتح الحدود مع جاره الغربي لإنه لا يرغب في أزمة ،يريد وضعا قارا لا يدفع إلى حرب.فالمملكة لم تأت بدلائل الى الامم المتحدة عن تورط الجزائريين في أزمة العيون.ولكنها اتهمت أجهزة بوتفليقة.يقول الرئيس الجزائري: بعد هذا الاتهام لم يعد ممكنا أن نفكر في فتح هذه الحدود،والبوليساريو لم تعد في جيب الجزائر،كما يتوهم الكثيرون.
العنوان الذي يضع فيه بوتفليقة رسائله متفائل،لكن عبر الامم المتحدة،وقراءة التفاصيل الصغيرة تكشف عن سياسة التربص الشديد والرغبة وعدم القدرة،فما ينتظر الجزائر ينتظر المغرب،والبلدان يرغبان في السلام ولا يقدران عليه.
ان الملك والرئيس ينتظران تحولا دراماتكيا  ليتحولا إلى منظومة علاقات جديدة بين بلديهما.الحقائق على الارض تؤكد أن جبهة البوليساريو رفضت تقسيم الصحراء (مشروع بوتفليقة)ورفضت مشروع محمد السادس (الحكم الذاتي)،وتنتظر أكثر في الصحراء الساخنة وفي أجواء السلام البارد جدا بين الجزائر والمغرب.
من جانبه،يعلن محمد عبد العزيز أن جبهته مع اتفاق سلام مع المغرب في مقابل الاستفتاء .نظرة أخرى لسيناريو الارض  مقابل (الاستفتاء).الجبهة لا تريد ان تكون لاعبا اقليميا.أرادت أن تكون لإقليمها فقط،وقد حاول بومديان والجيش الجزائري أن يعملا على توريطها في حرب غير محدودة،لكنها قبلت وقف اطلاق النار تحت يافطة قرار الامم المتحدة ،وتقبل حاليا فرض حل عبر نفس المنظمة.بوتفليقة خفض مساعداته إلى البوليساريو بنسبة 30 بالمائة. الرقم دقيق،وأمريكا لايمكن أن يزيد ضغطها على الجبهة ،وإلا انفجر الاقليم، بل الولايات المتحدة لا ترغب بعد أزمة ليبيا في أي ضغط يمارسه الجزائريون على محمد عبد العزيز وأراد اصدقاء بوتفليقة مثل هذا الضغط لتصدير الازمة الداخلية المحتملة لجنرالات الجزائر المطلوبين من شعبهم لانجاز الديمقراطية، وسيكون مهما - في هذه الحالة -  توسيع صلاحيات الامم المتحدة على الاقليم وإدارة المرحلة الانتقالية بطابع دولي شامل. 
الجبهة تبحث على تحول دراماتيكي لنقل الدولة إلى إقليم الصحراء  (الغربية) والجزائر تبحث بدورها على مثل هذا التحول لابعاد أي زعزعة داخلية لمعادلة الحكم بين الجنرالات والرئيس بعد سنوات من الدم،والمغرب يريد تحولا بنفس الحجم عساه أن يطوي الملف و يبحث عن وضعية اخرى ، والصحراويون لا يريدون أن يدفعوا ثمنا كالسابق.
كل شئ مفتوح الآن ،والشئ الأكثر تلميحا والذي صرح به ساركوزي لأوباما : الصحراويون ليسوا في جيب أي جهة في الجزائر والمغرب، والمفاوضات مع المغرب لا يعدو  : أن تكون الجبهة ملتزمة بالاتفاق (على إجراء الاستفتاء) والمغرب ملتزم بالتفاصيل الصغيرة لمشروعه. لن يتكرر اتفاق غير قابل للتطبيق في الصحراء (الغربية) . هذه الرسالة واضحة لجميع الاطراف. والمجتمع سيجد السبل لاجبار المتفاوضين على تطبيق ما اتفقوا عليه .والطريق  الوحيد هو إدارة أكثر صرامة ووضوحا للمينورسو.
ليس صدفة أن يناقش الفرنسيون والامريكيون مسألة الصحراء (الغربية) على رأس قضايا الشمال الافريقي، لأن بوتفليقة حرك ورقة الطوارق والقذافي يحارب بإسم القبائل والبوليساريو قد تمنح وجها قبليا للحرب أوالسلم .من غير الصعب التخمين : هذا ما يطل علينا الآن،الصحراء الكبرى في الجزائر يدخل ضمنها مستقبل الصحراء ( الغربية) .الرسالة قوية من بوتفليقة في زيارته إلى تمنراست.
البوليساريو تسير سريعا الى خليط مظفر من القانوني والدبلوماسي :الاستفتاء وديمقراطية الصحراوي. والمغرب ينافس من أجل خليط آخر من المبادرة والتقدم الديمقراطي. لكن جذرية الخيارات غير واقعية عند الطرفين . الديمقراطية مناورة ربما لربح نقط. كل من محمد السادس وبوتفليقة لن يستطيعا أن يتسليا مجددا بقضية الصحراء ( الغربية) لأن محمد عبد العزيز الذي كان كنزا للجزائر في البداية أصبح عبئا عليها،والصحراء كانت قضية مناورة قي عهد الحسن الثاني وطيلة الحرب الباردة. تتجه أن تكون خيار التحول وعنوانه الديمقراطي إن تحققت الديمقراطية الثورية أو الجذرية بعد تونس في كل المغرب العربي.
الورقة الضاغطة في الكواليس والتي يحركها كريستوفر روس عقد مؤتمر دولي حول الصحراء ( الغربية) إن فشلت المفاوضات.هذا ما تنسجه الكواليس التي لن تتغير لتغير الرمال غربا.
أمريكا لم تنس أنها ترغب في تحريك مفاجآة : الحدود الجزائرية - المغربية. في البداية أرادت أمريكا أن تحرر البوليساريو أكثر من يد بوتفليقة، اليوم هي متحررة من جيبه. وبالتالي سيكون المعنى واحدا : تحول القضية إلى قضية موغلة في جوارير الأمم المتحدة،ومستبعدة أكثر من حسابات الجيش الجزائري.
المسألة قد تأخذ بعدا آخر : تعويضات  مالية لعائلات الصحراويين الذين قتلوا في الحرب ،خصوصا مصير الاسرى.وكل شئ في نظر روس مفتوح على المفاوضات.
الاوراق الضاغطة لم تتحرك بعد . والحلم الديمقراطي طال بين انتقالات طويلة في المغرب ودم غزير في الجزائر يذكر به القدافي ! والخلاص سيكون ثورة على الاساليب والمضامين للوصول إلى كل الشعوب. والحلول مقلقة بتعبير روس.           

جون فنهارت ماوراء الحدث عدد 24 ص 20 ل 15 ابريل 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق