عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الجمعة، 6 مايو 2011

من زاوية حادة و مختلفة تطرح سؤال: هل النظام الملكي في المغرب نظام عسكري؟ الثورة في شمال أفريقيا من منظور مجلة "LUTTE DE CLASSE"


من زاوية حادة و مختلفة تطرح سؤال: هل النظام الملكي في المغرب نظام عسكري؟
الثورة في شمال أفريقيا من منظور مجلة "LUTTE DE CLASSE"


في عددها الأخير، مارس 2011 و المرقم  134، فاجأت مجلة "Lutte de classe " المتابعين بملفها حول أحداث شمال افريقيا، عندما اعتبرت ما يجري في تونس و مصر ثورة في شمال أفريقيا، و أن حالة المنطقة ثورية من خلال تحليل يتأسس على فكرة محورية تقول : إن الأنظمة العسكرية أصبحت عائقا أمام بورجوازيات الشمال الافريقي مما استدعى " الثورة ". إنها ثورة بورجوازية من مصر إلى المغرب على أنظمة عسكرية مباشرة أو غير مباشرة، وهذا التمييز نفسه مرفوض في نظر المجلة، عندما نقرأ أن أنظمة شمال افريقيا أنظمة عسكرية أمام بورجوازيات هذه البلاد.
لم تقرأ المجلة البورجوازيات على أساس أنها " طبقات " بقدر ما اعتبرتها " بورجوازيات " لم تعلنها متوسطة أو صغيرة. انها رؤية قبل أن تكون طبقة، وفي تطورها رأينا أن قيادة العسكر للدولة الشمال افريقية - و تخفيفا القيادة العسكرية للدولة، من خلال العسكر مباشرة أو السلوك العسكري - استدعت اصطداما مع البرجوازيات التي رغبت في التوسع و نهج سلوك جديد.
البرجوازية العسكرتارية لم تعد مستوعبة للتطورات، ولا مواجهة جيدة للمستقبل بكل رهاناته، فنظام مصر 1952 أنتجه وأداره العسكر، وعندما قام بتمدين وتحزيب  آلياته في الحكم لم ينجح، و النظام البورقيبي الذي اتجه إلى بناء حزب " عسكري شبه واحد " لم ينجح في استيعاب  التطورات ، و الجزائر  لا يزال  يحكمها " العسكر " ك X factor كعامل مجهول معلوم أدار حربا أهلية قاسية ضد الانفتاح و البرجوازية المدنية، و في المغرب أنتج الحسن الثاني نظاما  ملكيا عسكرتاريا منذ  أدار  ولاية العهد و وزارة الدفاع مرة واحدة ودفعة واحدة ( مقولة عبد الحميد العوني )، وبالتالي فالرؤية العسكرية حضرت أو احتوت النظام بشكل كامل مما استدعى هذه المواجهة.
المجلة ترى في تحليلها أن ما يجري في شمال افريقيا ليس أكثر من ( بداية ) نحو ابعاد العسكروفيودالية عن المعنى المدني للبرجوازية. استدعاء قيم " الثورة الاجتماعية " يفيد - حسب آخر كتاب ل   Cedric gouverneur المطبوع في باريس عام  2010 -، قراءة ما وراء المشهد ، حيث التقنيون في مادة العالم الافتراضي وأطر شركات الهندسة المعلوماتية (SSII) ليسوا مرتاحين في مواقعهم الاجتماعية، وليسوا بلفظ هذا الصحافي  آخذين لمواقعهم " المتقدمة " في التشكيلة الطبيعية لمحيطهم. و المثال المصري لاحتجاج مدير شركة غوغل في الشرق الاوسط قريب من أن يكون أيقونة لعدم الاندماج في نظام مبارك. شروط العمل غير مستوفية للشفافية التي يرغب فيها رجل المعلوميات. نسقه مختلف في التدبير L'infogérance  ل : عدم أنسنة الوظائف، و الصفقة إما ربح أو ضربة، تحميل أو منفعة. هذه النخبة الجديدة تريد المناخ قبل  أي شئ آخر . ليس مهما لديهم أن تكون نقابة خاصة بهم.
المهم ما يرغبون فيه " هو المناخ الاسنثماري " ، صناعته على أساس الشفافية، وركنه الرئيس هو بناء دولة جديدة، هل يمكن فهم ذلك؟
لسنا أمام طبقة ، هناك نخبة غير مندمجة في النظام الحاكم، لا ترغب في الرشوة لأنها ضد الشفافية التي تعتمدها، ولا ترغب في أن تكون خارج الصفقة.
 النظام العسكري بتعفنه وأدواته المفروضة على المجتمع جزء من الصورة الكاملة التي ترفض أن تكون وهما أو جزءا من الحكم إلا بعد تغييره.
البورجوازية بالسلوك المعلوماتي الجديد فرضت أجواء جديدة لا تقبل الرشوة المتفشية في مقاولات زبونة أو تتعامل معها، وبالتالي نكون أمام : إدارة عبر المناولة لا تكون بالضرورة صديقة أو متواطئة، إدارة لا تتحمل المطالبة بالأشياء عندما تكون حقا من الحقوق العامة، وأخيرا إدارة ترغب في تدبير بديل.
البورجوازية قاتلت لتحديث نفسها وترغب في تحديث محيطها، والفكرة العسكرتارية لا تتناسب مع السلوك الجديد، خصوصا بعد أن انتقل الوضع إلى حزب يجد نفسه غير مدني وعسكري، ويحكم البلاد على الشاكلة البلشفية، حيث الحزب استولى على الدولة، إلا أن ابتلاع النظام ممكن و ابتلاع الدولة صعب، و ابتلاع النظام للدولة قائم، هذا الثالوث في تعقيده كشف الصعوبة القاتلة التي دفعت إلى المواجهة في تونس ومصر، وتنتظر البرجوازية الجزائرية لنفوذ العسكر لأنه يتعاطى في المجتمع كبورجوازية محورية أو طفيلية قاتلة.
الواقع أن المغرب عانى من ( اغتناء العسكر )، و صناعة فئة وحزب للدولة كاد أن يعصف بالاستقرار، لأن أمن النظام هضم أمن الدولة، مما جعل البورجوازية تخرج عن صمتها من خلال أبنائها و سلوكها الذي يرغب في بناء " مناخ تنافسي عادل يجعل  المقاولة في قلب الرهان الليبرالي ضد الاقتصاد الزبوني و الريعي " الذي لا يجد من يحميه اليوم إلا في شخوص عسكريين و نظام لا يظهر وجهه. السياق الدقيق في هذه المرحلة يكشف أن الانتقال  تغيير المناخ عبر ثورات شعبية تطالب بالاصلاح.
الصراع الطبقي في هذه الحالة مبهم ، و الفئة الجديدة تطالب بإعادة هيكلة المناخ العام إن لم نقل صناعته لأجل التوصل إلى تسوية " شاملة " تكون من ضمنها ، ولا تقودها. إنها فئة ترغب في النجاح و العالمية، كما تريد أن تسير باتجاه الربح من خلال رأسمال لا لون له ،لأنه رمزي وتدبيري و منتج في الآن نفسه، و أول أعداءه : العسكر.   
                                 
ماوراء الحدث عدد 25 ص 4 ل 22 ابريل 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق