عدد رقم 50 ل 18 - 11 - 2011

عدد رقم 50  ل 18 - 11 - 2011

الجمعة، 6 مايو 2011

الخوف من تحول كل دول المغرب العربي إلى دول فاشلة، والخلط قائم بين أنظمة فاشلة ودول فاشلة في المنطقة


ضمنها المغرب و بقراءة جزائرية انتقلت إلى البنتاغون ويؤمن بها كسنجر، ماكين...
الخوف من تحول كل دول المغرب العربي إلى دول فاشلة، والخلط قائم بين أنظمة فاشلة ودول فاشلة في المنطقة

آخر تقرير للبنتاغون يتخوف من سلسلة مما دعاها الدول الفاشلة، بدءا من ليبيا التي يمكن أن يكون شرقها دولة، وغربها دولة طرابلس،والجزائر يمكن أن تجد في منطقة الغرب غير ذات الولاء الكامل للجمهورية فرصة لتقسيم الجزائر،والمغرب الذي يعاني من مشكل الصحراء ( الغربية ) يمكن أن تجد فيه منطقة الريف فرصة للعودة إلى هوية بداية القرن الماضي.
الديمقراطية إما أن تقوم بتلحيم جديد لعناصر الدول القائمة، أو أن نجد اختيارات صعبة بين دول ديكتاتورية، وانفصالات ديمقراطية، يقول كسنجر في آخر مقال له بنفس الحرف الذي كتبه البنتاغون ( آخر مانحتاجه سلسلة من الدول الفاشلة ) وهو نفس المعنى والتركيب الذي أورده تقرير مرفوع من وزارة الدفاع إلى الكونغرس، وأكد على صعوبة الحسم العسكري في ليبيا، واستقرار الصراع بين الشرق والغرب. جزائر اويحيى تنبه بقوة إلى هذا السيناريو الذي يتم تسويقه في واشنطن و موسكو.
وأسئلة البنتاغون : هل يمكن أن نستخدم القوة في جانب الثورة المجهضة للوصول إلى الديموقراطية ؟
الجزائر تعتبر أن تحريك القوة الامريكية يجب أن يكون ضد القاعدة والارهاب وليس ضد الانظمة التي واجهته وتحالفت مع واشنطن في معركتها.فلايمكن على الاقل أن تستخدم القوة الامريكية لتغيير الانظمة. فهل حماية المحتجين تستدعي هذا الاستعمال. بوتفليقة يرفض إعادة تأويل التفاهمات مع البنتاغون.
العملية لا يجب أن تنتهي إلى تقسيم الدول أو الشعوب ، لابد في نظر كسنجر من قراءة التاريخ لربطه بالمصالح الاستراتجية الدائمة لأمريكا في هذه الجهة من العالم.
أ - يجب ألا تصل أمريكا إلى نكسة استراتجية، كما لا يجب أن تصل الديمقراطية بعد أزمة ليبيا إلى نفس المصير. فاليوم ليس هناك معنى لحماية الديمقراطية دون التفكير الجدي في حماية الديمقراطيين.
ب - لايمكن أن تكون دول فاشلة بقدر ماتعيش المنطقة تحت " أنظمة فاشلة ".
ج -  أمريكا تعيد عامل التاريخ عاملا محركا في انتفاضة الشعوب وتحديد الجغرفيا السياسية بين القبائل والمناطق والحدود. بريطانيا تتدخل لحماية سايس بيكو إلى جانب فرنسا ، فالمسألة تتعلق أكثر بعلاقة الدول ويمكن أن تتجاوز الأنظمة لاستقرار الدول. والمنطق الاستراتيجي يفرض إما تغيير الدول او تغيير الانظمة. لأول مرة في الجزائر تطرح ثورتها : مصير الغرب الجزائري و الصحراء مع القاعدة والمنطقة الامازيغية. لابد من احترام الدولة، والجيش الجزائري لن يسمح باسم الديمقراطية بالمساس بالدولة الحالية. لكنه لا يطرح تغيير النظام.
الربط بين التاريخ والمصلحة الاستراتيجية الامريكية يرفضه أويحيى، ويرفضه بوتفليقة في حواره مع الامريكيين .(لا أريد لهذا المعنى أن يسود ) و ( على امريكا أن تجد معنا تلائما آخر لمصاحها ولمصالحنا ).
الجيش الامريكي ضحى بولده مبارك من أجل الدولة، والجيش الجزائري مستعد لأكثر من هذا الثمن، فالجيوش العربية تحمي خارطة سايس بيكو، والشعوب العربية تستدعي " روح ومبادئ ولسن " من المهم حسب البنتاغون دائما.
د - ألا تتفق أمريكا إلى جانب طرف معين في حرب أهلية. فتغيير الموجة في ليبيا من حماية الديمقراطية والمدنيين إلى حماية الشرق ( وبنغازي ) حول المعادلة. البنتاغون ينبه إلى سيناريو القدافي نحو التقسيم، والليبيون تحت حكمه دروع بشرية لإنقاد هذا التوجه،وإبقاءه.
أمريكا لا ترغب في توجهات مثيرة ومقلقة. باريس ترغب في الحسم ، الجزائر تقول : هناك شرعية لوتارا، من حق باريس التدخل. لكن نفس الحق لا يمكن اعتماده في ليبيا . الافارقة باعوا غباغبو من أجل القدافي.
ه - أن الكونغرس يدعم ( خارطة الدول ) الموجودة في شمال أفريقيا، مع مشاكلها القابلة للإدارة ( تلميح للصحراء " الغربية " ولمشاكل أخرى تتعلق بالحدود بين دول المغرب العربي ) وهذا التصور يجعل الكونغرس حليفا على المدى المتوسط لإدارة المشكل الليبي الذي تحول من الإدارة القصيرة المدى إلى المتوسط المدى.
والواقع يؤكد أن تدخل الناتو فيما يسمى ( المتوسط المدى ) سيؤهل لتدخل آخر على مستوى الحل في الصحراء  " الغربية "، وحماية المدنيين في كل المنطقة بعد سابقة قرار مجلس الامن 1973.
و - التدخل الأمريكي لإيجاد الحلول البعيدة المدى يجب أن تكون سياسة في ليبيا، وكل المنطقة ( المغارية ). وهذا يستحضر حل مشكل الحدود الجزائرية المغربية لايجاد نهاية لصراع التاريخ من أجل صراع الجغرافيا السياسية وحريات الشعوب في دولها.
ز - البنتاغون يريد -في صدمة كاملة للمراقبين - تطوير فهم حازم لمصالح أمريكا في المغرب العربي، وقال به كسنجر، لكن في كل العالم العربي. إن " الفهم الحازم " يعني الرهان على الخيار الثالث بين الاستبداد والتطرف الاسلامي، وهو قرار يجب أن يكون صلبا، لإنه يدعم الديمقراطية ويضرب في العمق القاعدة لينتصر عليها على صعيد الافكار وحرب المواقع.
إن التهديد بدول فاشلة هو خيار أناني للأنظمة الفاشلة، ويجب أن نعي هذا جيدا.  
                  
ماوراء الحدث عدد 24 ص 11 ل 15 ابريل 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق